توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هاتوا من الآخر!

  مصر اليوم -

هاتوا من الآخر

بقلم - سليمان جودة

كلما رأيت الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، يتفقد محطة من محطات القطار، أو يفاجئ محطة مترو بالزيارة، أو يصافح بعض الركاب، تذكرت عبارة للدكتور سعد الجيوشى، وزير النقل السابق، أبدى فيها دهشته من أن القطار يخسر، والميكروباص يكسب!.

فكلتاهما وسيلة مواصلات، وكلتاهما تنقل رُكاباً وتحصل على ثمن للخدمة، ومع ذلك، فالأول يخسر دائماً، والثانى يكسب على طول الخط!.

وفى هذه الأيام.. لا يكاد يمر صباح، إلا والوزير فى محطة جديدة، يوجه، ويتابع، ويحاول أن تكون الخدمة التى تقدمها وزارته للمواطنين خدمة آدمية!.

وصباح أمس الأول، دعا المهندس شريف إسماعيل، الدكتور عرفات، والفريق عبدالعزيز سيف الدين، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، إلى اجتماع، تقرر خلاله البدء على الفور، فى تجديد عربات نقل الركاب فى قطارات الصعيد والضواحى، بواقع ٤٠ عربة شهرياً!.

وفى الحالتين.. حالة جولات عرفات المستمرة، وحالة اجتماع رئيس مجلس الوزراء به، وبالفريق سيف الدين، نجد أنفسنا أمام رغبة ظاهرة فى أن تكون الخدمة التى تقدمها السكة الحديد، خدمة لائقة، وأن يتوقف نزيف أرواح الناس فى حوادث القطارات!.

وهى رغبة مشكورة، ولكنها لن تتحقق بأى نسبة إذا ما بقيت الإدارة إدارة حكومية.. لن تتحقق ولن يحدث تطوير ولا تجديد، إلا إذا انتقلت الإدارة إلى القطاع الخاص.. وعندها سوف يُدار هذا المرفق المهم بفكر هذا القطاع، وبالمنطق الذى يحكمه، وبالرؤية التى تحكم فلسفته فى العمل!.

لن يحدث مهما تجول الوزير، ومهما عقد رئيس الحكومة من اجتماعات، ومهما جدد من عربات، لأن الإدارة التى أوصلت السكة الحديد- ثانى سكة من نوعها فى العالم- إلى مستواها القائم لا يمكنها تقديم شىء مختلف، ولا فى مقدورها تحويل الخسارة إلى أرباح!.

إن عبارة الوزير الجيوشى تلخص القصة كلها فى كلمات.. فالميكروباص يكسب لأن له صاحباً يملكه، ويديره، ويحرص على كل قرش فيه.. والعكس تماماً موجود فى حالة القطار الذى لا صاحب له، وإذا كان له صاحب فى صورة الحكومة، فهى آخر مَنْ يدير، وإذا أدارت فإنها لا تعرف، ولو كانت تعرف ما كان هذا هو حال القطارات فى كل اتجاه!.

وظيفة الحكومة أن تضع معايير الخدمة الآدمية، وأن تراقب تقديمها.. أما الخدمة، وأما الإدارة، وأما تحقيق الربح، فكلها شُغل القطاع الخاص، الذى لن يقبل تشغيل قطار خاسر، ولن يعطى أجراً لموظف «تنبل» لا يعمل، ولن يصرف أرباحاً فى شركة خاسرة!.

هاتوا من الآخر، وأعطوا السكة الحديد للقطاع الخاص، وأراهن على أنها ستعود كما كانت وأحسن!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاتوا من الآخر هاتوا من الآخر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon