بقلم : سليمان جودة
حصل حزب النور على صفر فى انتخابات مجلس الشيوخ، رغم أنه قدم ١٦ مرشحاً فى تسع محافظات على مستوى الجمهورية!
والسؤال الذى لا بد أن يطرحه الحزب على نفسه، قبل أن نطرحه نحن عليه أو على أنفسنا، هو عن السبب فى سقوط مرشحيه جميعاً دون استثناء ودون مقدمات؟!
وعندما يقارن الحزب بين عدد مرشحيه الذين فازوا فى انتخابات مجلس الشورى ٢٠١٢، الذين اقترب عددهم يومها من المائة، وبين نصيبه فى انتخابات مجلس الشيوخ ٢٠٢٠ التى خرج منها صفر اليدين، فالغالب أنه سيعرف السبب بينه وبين نفسه على الأقل، لأنه أدرى الناس بأسباب هذا التغير الذى طرأ على مزاج الناخبين إزاءه فى بورصة السياسة!
وإذا كان هو قد اختار تسع محافظات بعينها، فالمعنى أنه كان يرى أن له قواعد شعبية فيها.. فلماذا خانه التقدير وهو يحسب حجم وجوده بين الناخبين؟!.. هذا سؤال آخر!
ولا يمكن تعليق المسؤولية عما جرى معه على عدم قدرته على التواجد فى الشارع بين الناس.. فهو الحزب الوحيد تقريباً الذى يتمتع بهذا الوجود، لأنه يمارس وجوده من خلال اتصال مباشر لأعضائه وقياداته السلفيين بالناخب فى كل وقت وفى أى وقت، دون حاجة إلى أن يكون الاتصال من خلال مؤتمر جماهيرى يحصل على إذن وتصريح.. إن الحياة العادية وممارساتها على الكثير من المستويات تجعل مثل هذا الاتصال مسألة عادية ومستمرة بين الحزب وبين الجماهير!.. فلماذا الصفر؟!.. هذا سؤال ثالث!
هل لأن المواطنين فى عمومهم لا يفرقون كثيراً بين السلفيين وبين الإخوان، ويتطلعون إليهما معاً بمنظار واحد يرى أن توظيف الدين لغرض سياسى يجمع بينهما؟!.. هذا
سؤال رابع!
والسؤال الخامس هو عما إذا كان الحزب سيعيد النظر فى خطابه السياسى إلى الناخب، ويفصل بوضوح بين الدين فى عمله الحزبى وبين السياسة، أم أن الخطاب سيبقى على ما هو عليه؟!.. هذا ما سوف نراه!.. وليس أمامه إلا أن يطبق على نفسه فقه المراجعة، فهذا الفقه هو السر الذى يجعل الكيانات السياسية تبقى وتعيش!