بقلم : سليمان جودة
جاءتنى رسالة من الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، تقول فيها إنها طالعت ما كتبته فى هذا المكان صباح الإثنين عن كتاب الدكتور جلال مصطفى السعيد، وإنها قررت إتاحة الكتاب للقارئ على موقع الوزارة وموقع الهيئة العامة للكتاب التى صدر عنها فى طبعته الأولى، وإن طبعة شعبية منه بسعر أقل سوف تصدر قريباً، ليكون فى متناول القارئ الذى لا يملك شراءه بمائة وخمسة جنيهات!.
الشكر بالطبع واجب للدكتورة عبد الدايم، لأن الكتاب المطبوع لا يزال يجد له نصيراً فى البلد، ولأن هذا النصير هو وزيرة الثقافة.. إنها تدرك أن من بين مسؤولياتها تقديم كل كتاب جديد بسعر معقول، يكون فى طاقة القارئ الذى لا يملك فى الغالب سوى جنيهات قليلة!.
وأتوقع أن يمتد القرار الخاص بكتاب السيرة الذاتية للدكتور جلال، إلى كل كتاب آخر يخرج من مطابع هيئة الكتاب، فهى هيئة عامة نشأت ليكون الكتاب.. كل كتاب.. فى حدود قدرة المواطن المتعطش للقراءة، ليجد أمامه ما يحتاجه من الكتب التى لا غنى له عنها!.. ولن يكون ذلك إلا إذا صار سعر الكتاب مساوياً لسعر الساندويتش، فيحصل المواطن العادى على كتابه الذى يريده بالسهولة التى يمكن الحصول بها على ساندويتش!.
ثم أتوقع أن يشمل القرار إصدارات الهيئة وغير الهيئة على السواء، ولا أظن أن الدولة سوف تتأخر عن الدكتورة إيناس، إذا راحت تطلب دعماً مضافاً لوزارتها فى ظروف هذا الوباء، ثم راحت توزعه بالتساوى بين الكتاب وبين سائر فنون الثقافة التى يتشكل بها عقل الإنسان!.
وتستطيع الوزيرة أن تطلب من الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، ومن الناشر سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، قوائم الكتب التى صدرت فى السنوات الأخيرة، ثم تختار منها العناوين التى تراها فى حاجة إلى أن تصدر عن الهيئة بسعر لا تستطيع أن تبيع به دور النشر الخاصة لأسباب مفهومه!
وإذا كانت الدار المصرية اللبنانية.. مثلاً.. قد أطلقت خدمة جديدة تتحمل بها تكلفة توصيل الكتاب إلى من يطلبه فى بيته، فهيئة الكتاب مدعوة إلى تطبيق خدمة مماثلة، ومدعوة قبل ذلك إلى أن تعلن عما تنشره بطريقة تصل بها إلى كل الناس، لأن الكتاب لا يخرج من المطبعة ليستقر فى المخازن، ولكنه يخرج عنها ليكون متاحاً أمام القارئ الباحث عنه فى مراكز التوزيع!.
لا يزال الكتاب حياً فى عواصم العالم المتقدم، ولا يزال يوزع الكثير من النسخ مع كل إصدار جديد، ونريده حياً فى القاهرة بالدرجة نفسها!