توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تونس هى بنجلاديش

  مصر اليوم -

تونس هى بنجلاديش

بقلم: سليمان جودة

أظن أن الخدعة التى تعرض لها الرئيس زين العابدين بن على فى تونس أيام ما يسمى الربيع العربى، هى نفسها التى تعرضت لها الشيخة حسينة واجد فى بنجلاديش قبل أيام.

وقتها قيل للرئيس زين العابدين إن التونسيين فى الطريق إلى القصر، وإن أفضل شىء يمكن أن يفعله هو أن يغادر الآن.. نعم الآن.. وما إن غادر الرجل وارتفعت طائرته فى السماء، حتى علم أن الأمر لم يكن أبدًا على ما جرى تصويره له قبل إقلاع الطائرة!

هذا كلام تجده صراحةً فى مذكرات زوجته ليلى بن على، وتجده فى أحاديث متفرقة قالها بعد أن استقر فى السعودية لاجئًا سياسيًا.

يتكرر الموضوع فى بنجلاديش مع ما بين البلدين من آلاف الكيلو مترات، ونتابع خروج رئيسة الوزراء الشيخة حسينة بطائرتها من البلاد، رغم أنه لم يكن يوجد شىء حقيقى على الأرض يدعوها للمغادرة.. فقانون الحصص الوظيفية الذى أصدرته وتسبب فى حراك طلابى ضدها، كان من الممكن جدًا التراجع عنه أو مراجعته على الأقل.

ورغم كل ما يُؤخذ عليها فى مجال الحريات بالذات، وفى مجال التضييق على الشيخة خالدة ضياء التى تُعتبر أقوى منافس لها، وفى مجال التضييق أيضًا على حامل نوبل الدكتور محمد يونس، إلا أنها قدمت للبلاد ما كان من المؤكد أن يشفع لها.

يكفى أن نراجع تصنيف بلادها حاليًا فى صناعة الملابس، ويكفى أن نراجع حجم الصادرات وعائدها الناتج عن وضع بنجلاديش فى موقع متقدم جدًا فى هذه الصناعة خصوصًا.. ولايزال كثيرون يضربون المثل ببنجلاديش باعتبارها تجربة تنموية نادرة.

فإذا لم يشفع للشيخة حسينة هذا ولا ذاك، فلابد أنه كان سيشفع لها أنها ابنة الشيخ مجيب الرحمن الذى قاد البلاد نحو الإستقلال عن باكستان فى 1971، والذى راح فى النهاية ضحية لمذبحة مروعة هو وزوجته وثلاثة من أبنائه فى 1975!

هذا كله لابد أن يتوارد على ذهنك وأنت تتابع الأنباء التى تحدثت عن إقلاع طائرة على وجه السرعة، بينما على متنها الشيخة حسينة وشقيقتها الصغرى ريهانا إلى الهند.. لماذا على وجه السرعة؟.. ولماذا ظهرت الشيخة فى عجلة من أمرها وهى تغادر؟.. ولماذا بدا الأمر وكأننا نتابع مشهد الرئيس زين العابدين ذاته من جديد؟.. ولماذا بدا مشهد مغادرة الشيخة حسينة وكأنه صورة بالكربون من مشهد زين العابدين؟.. هذه كلها تساؤلات لا جواب لها الآن، وسوف يتعرف البنجلاديشيون على الجواب حتمًا ذات يوم، ولكن ذلك سيكون بعد فوات الأوان كما جرى فى تونس بالضبط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس هى بنجلاديش تونس هى بنجلاديش



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon