توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رغيف من نوع آخر!

  مصر اليوم -

رغيف من نوع آخر

بقلم - سليمان جودة

طلبنى مواطن من كفرالشيخ يقول إنه كان، إلى وقت قريب، يقرأ صحيفتين فى كل صباح، إحداهما «المصرى اليوم»، والأخرى صحيفة قومية كبيرة، وأن ارتفاع سعر الدولار وهبوط الجنيه فى المقابل، قد نزل بقيمة راتبه الذى يتقاضاه من الحكومة، فأصبح يقرأ جريدتنا هذه وحدها، واستغنى عن الصحيفة القومية!

والمعنى أننا أمام مواطن لا يستطيع توفير أربعة جنيهات فى اليوم، ليحصل على صحيفتين يفضلهما، فكان لابد من النزول بميزانيته لهذا البند إلى النصف!

وقد كانت له مطالب فى أشياء يريد أن يراها فى صحيفته هذه المفضلة، ليستغنى بها عما سواها من الصحف فى الأسواق.. وقد حملتُها عنه إلى رئيس التحرير!

والأكيد أن هذا المواطن مجرد عينة، بلغة أهل الإحصاء، وأن آخرين كثيرين مثله كانوا يجدون فيما يقرأونه من الصحف يومياً سلوى عن الكتاب الذى أصبح، بحكم أسعار لم يسبق أن وصل إليها، فوق طاقة الغالبية التى ترغب فى القراءة، ولا تملك المال الذى تستطيع به تحقيق ما ترغب فيه!

والذين زاروا معرض الكتاب الأخير، رأوا إلى أين صارت أسعاره، وقد كانوا يمرون، ويُقلبون فى غلاف كل كتاب، ويتفرجون.. وينصرفون!

وإذا كان هذا المواطن قادراً فى محافظة بعيدة على شراء صحيفة، وعاجزاً عن دفع ثمن الأخرى، فأمامه مواطنون آخرون كانوا بالقطع يطالعون صحيفة واحدة، لأن هذه هى حدود مقدرتهم المادية، فأرغمهم الدولار اللعين على التنازل عنها!

ولم يعودوا يقرأون.. لا صحيفة واحدة.. ولا أكثر طبعاً!

والصحيفة اليومية تظل مثل الرغيف بالنسبة لأى مواطن، تريده الدولة على قدر معقول من الوعى بما يجرى فى وطنه، وفى خارج بلده على السواء!

وحرمان المواطن من الصحيفة هو حرمان له من غذاء عقلى يحتاجه، ولا يمكن أن تدعم الحكومة رغيف البطن، ثم تفرط بهذه السهولة فى رغيف العقل!

فإذا نظرنا إلى الموضوع نظرة أوسع، تبين لنا أن دعم الصحافة من جانب الدولة هو دعم لصناعة متكاملة كانت مصر الأسبق فيها على مستوى المنطقة، وكانت ولاتزال صناعة قادرة على حَمل كل قيمة مصرية إيجابية لتنشرها فيما حولنا، ثم كانت ولاتزال أيضاً سفيراً غير معتمد للوطن فى كل اتجاه!

وليس مطلوباً من الدولة شىء، سوى إعفاء مُستلزمات الطباعة كلها من الجمارك، لأن من حق كل شخص من نوعية مواطن كفرالشيخ على حكومته، أن يجد غذاء العقل مُتاحاً أمامه قبل غذاء البطن.. وبالأدق يجدهما معاً إلى جوار بعضهما البعض!

ولكن هذا لا ينفى أن صحافتنا فى أشد الحاجة إلى أن تدعم نفسها أمام قارئها بأن تقدم له خدمة صحفية جيدة يستحقها، ويدفع ثمنها، وينتظرها، فإذا فتش عنها لم يعثر عليها فى كثير من الأحيان!

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رغيف من نوع آخر رغيف من نوع آخر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon