توقيت القاهرة المحلي 23:43:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القصة كما هى!

  مصر اليوم -

القصة كما هى

بقلم : سليمان جودة

إنها قصة دارت وقائعها ذات يوم، بين الحاخام والخنزير والقروى البسيط، الذى كان قد ضاق من وجود الخنزير معه فى البيت، فذهب يبحث عن حل لدى حاخام القرية!.. وكان الحاخام جاهزاً بالجواب، وكانت النصيحة الجاهزة عنده أن على القروى المسكين أن يعود إلى بيته، وأن يأتى بالخنزير ليعيش معه فى الغرفة نفسها.. لا خارجها.. وأن يقضى أياماً على هذا النحو وسوف يرى!

ولأن الحاخام رجل دين، ولأن القروى إنسان من آحاد الناس الذين يسلمون فى العادة بكلام رجال الدين، ولا يناقشونه ولا يفكرون فيه كثيراً ولا قليلاً، فقد أنصت إلى النصيحة تماماً، وصدقها على الفور، وآمن بأن فيها دواءً لما يعانى منه ويتألم!

وعاد إلى البيت سريعاً، وأدخل الحيوان إلى غرفته، ثم راح يبيت ليلته، وأخذ يترقب فيما إذا كان الحال سيتغير أم سيبقى على ما هو عليه.. بات الليلة يتأمل ويأمل أن يجد ما يبحث عنه، وقضى ساعاته يرجو أن يكون على موعد مع حياة من نوع آخر.. حياة يعرف كيف ينام فيها فلا يؤرقه خنزير ولا غير خنزير!

واكتشف أنه انتقل من معاناه إلى معاناه أشد، ومن أسف إلى أسى، ومن ألم إلى وجع، وأن ما وعد به رجل الدين لم يتحقق منه شىء على الأرض.. بل حدث العكس.. فوجوده مع خنزير فى حجرة واحدة قد حول الحياة إلى جحيم، ولا بديل أمامه سوى أن يعود ليسأل النصيحة من جديد.. لا حل آخر ولا طريق مختلف!

وطمأنه الحاخام هذه المرة بأن العلاج على مرحلتين، وأن إحداهما مضت والأخرى قادمة فى اليوم التالى، وأن عليه أن يرجع ليعيد الخنزير إلى ما كان عليه من قبل، وأن يخرجه من الغرفة ويستقل هو بها كما كان فى البداية، وعند ذلك سوف يرى مفعول الدواء!.. ولم يفهم الرجل ولكنه عاد ينفذ النصيحة الجديدة وهو بين اليأس والرجاء، وحين أخرج الخنزير تنفس بعمق ونام فى هدوء، وعرف الراحة التى لم يعرفها منذ أدخله إلى غرفته، وسارع يشكر رجل الدين.. ولماذا لا يشكره وقد أرشده إلى الحل الصحيح، ووضع قدمه على أول الطريق الذى عاش ينتظره ويتمناه؟!

ولم يكن شىء قد حدث فى حقيقة الأمر سوى العودة إلى الحياة العادية، التى بدت عند عودتها نعمةً كبيرة لم يدرك القروى قيمتها من قبل!.. وهكذا نحن بالضبط فى هذه اللحظة.. إننا لا نتمنى شيئاً قدر ما نتمنى العودة ما كان قبل الوباء.. وقد كنا لا نراه وقت أن كنا نعيشه ونحياه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة كما هى القصة كما هى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon