بقلم : سيمان جودة
لا أذكر أن لقاءً جرى بين الدكتور حسين خيرى، نقيب الأطباء، وبين الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، فى المدى الزمنى القريب.. لا أذكر هذا وأحاول أن أتذكر آخر لقاء جرى بينهما فلا أستطيع، رغم أن لقاءً على هذا المستوى يجب أن يتم كل يوم، وأن يكون بين النقابة وبين الوزارة خط مفتوح على الدوام!وفى قضية تكليف الأطباء الجدد على سبيل المثال، كان الدكتور خيرى يدعو الوزيرة إلى لقاء معهم مرات كثيرة، وكانت هى تعتذر، ولم يكن لها أن تكرر الاعتذار عن عدم اللقاء فى مقر النقابة مرة، ثم عن عدم مناقشة الموضوع فى البرلمان مرة ثانية.. فهؤلاء زملاء لها قبل أن تكون هى وزيرة، وقبل أن يكون الواحد منهم طبيبًا شابًا.. ثم إنها مسؤولة عنهم فى نهاية الأمر!
وعندما يخرج عن النقابة بيان من نوع البيان الذى أصدرته قبل ساعات، فهذا معناه أن هناك مشكلة فى التنسيق بينها وبين الوزارة.. وهذا معناه أيضًا أن على الوزيرة أن تنتبه وأن تتدارك الأمر سريعًا، لأننا لا نملك ترف التأخر فى الإنصات إلى مطالب الأطباء ولا الانتظار.. إن البلد فى معركة مع كورونا، والذين يحتلون الصفوف الأولى فى المواجهة هم الأطباء ولا طرف آخر سواهم.. وبالتالى، فالاستماع إلى النقابة التى تعبر عنهم واجب وطنى ولابد أن يمثل أولوية أولى!
والجدل الدائر حول اهتمام الوزارة بالفنانة رجاء الجداوى، ومحافظ الدقهلية، فى مقابل عدم الاهتمام الكافى بالأطباء، وخصوصًا المصابين منهم، هو جدل فى محله، ليس عن رغبة فى عدم الاهتمام بالفنانة والمحافظ.. فمن حقهما أن يحصلا على ما يستحقان من اهتمام، بوصفهما مواطنين يتمتعان بحقوق المواطنة، لا بوصفها فنانة، ولا بوصفه محافظًا!
ولكن الجدل كان سببه أن إحساسًا قد راح يتسرب لدى أطباء مصابين، ثم لدى مواطنين عاديين، بأن الاهتمام بهم ليس هو نفسه المبذول للفنانة وللمحافظ.. وهذا إحساس لا يجوز أن يتسرب إلى أى مواطن، لأن المواطنين فى قضية الصحة عمومًا، وفى مسألة الڤيروس خصوصًا، لا بديل عن أن يكونوا سواء، ولا بديل عن أن يشعروا طول الوقت بأن ما يحصل عليه أى مسؤول من خدمة صحية يتاح هو نفسه لكل مواطن دون تمييز على أى أساس، ودون تفرقة على أى معيار!
هذا الإحساس ينال من الروح المعنوية لدى الأطباء والمواطنين، ونريد أن نرى من وزارة الصحة ما يبدده تمامًا وينفيه!.