توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشاعر فى رمضان!

  مصر اليوم -

مشاعر فى رمضان

بقلم : سليمان جودة

مشاعر المصريين فى وداع رمضان هذه السنة، لم تكن كالمشاعر التى ودعوه بها من قبل على مدى سنوات فى الأمد المنظور!

ذلك أن المصريين لا يصومون رمضان وحدهم، وإنما يصومه معهم المسلمون فى كل أنحاء الأرض.. ولكن صيامنا نحن هنا يختلف عن كل صيام فى كل أرض!

صيام المصرى ليس امتناعاً عن الطعام والشراب وغيرهما مما يفسد الصيام وفقط، وليس إفطاراً مع مدفع الإفطار وحسب، ولا هو سحور يسبق أذان الفجر وكفى.. لا.. ليس هذا كله.. لأن هذا كله يفعله كل صائم فى كل مكان.. وإنما الصيام فى مصر عموماً، وفى القاهرة بالذات، يبقى أجواءً حية فى كل ركن، وطقوساً ممتدة فى كل زاوية، واحتفالات لا تخطئها العين على كل ناصية.. إلا صيام هذه السنة!

لم يكن المصرى فى السنوات السابقة يحتفل وحده برمضان، ولا كان يحتفى بمفرده بهلال الشهر، ولكن الشارع كان يحتفل معه.. والمسجد كان يشارك فى الاحتفاء.. والبهجة كانت تتبدى فى الشوارع قبل أن تملأ البيوت.. والزينات كانت تحمل الفرح مع الأنوار!

وليس سراً أن مصريين كثيرين كانوا إذا اغتربوا فى أثناء الشهر، افتقدوا مذاقه المصرى الخاص، حتى ولو صاموا وصلوا فى أماكنهم كما يقول الكتاب.. وكنت أنت إذا سألت أحدهم عما يفتقده فإنه يعجز عن التعبير ولا يجد شيئاً يقوله.. ليس لأنه ليس لديه شىء يقال عن مذاق رمضان الخاص فى مصر، ولكن لأن هذا المذاق يحس به صاحبه ولا يستطيع تفسيره، فضلاً عن أنه يستطيع وصفه فى كلمات!

إننى أعرف أصدقاء عرباً كانوا يعرفون هذا أكثر مما نعرفه، ولم يكن يحلو لهم رمضان إلا فى مصر، وكانوا إذا غابوا لظرف طارئ غابت عنهم بهجة رمضان المصرية، حتى ولو صاموا فى بلادهم، وحتى لو صلوا فى مساجد عامرة تتلألأ بالأضواء هناك!

وكما قيل عن أن بلادنا «فيها حاجة حلوة» فإن رمضان فيها.. ما عدا رمضان الذى نودعه.. كان دائماً «فيه حاجة مصرية حلوة».. حاجة مصرية تدركها ولا تلمسها ولو حاولت.. حاجة مصرية تصل إلى وجدانك ولا تستطيع أن تحتويها بالألفاظ.. حاجة روحية تتسرب إلى أعماق صاحبها ولا يمكنه حبسها فى كلمات.. حاجة ربانية تتنفسها طوال الشهر ولا تستطيع الإمساك بها.. فيه سر كما أن له رائحة!

لهذا نودعه بين الحزن والرجاء.. الحزن على أننا لم نعرفه هذه المرة كما عشنا نعرفه.. والرجاء فى أن يدور العام دورته لنستقبله بإذن الله كما عشنا نستقبله!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاعر فى رمضان مشاعر فى رمضان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon