توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غير جدير بالثقة!

  مصر اليوم -

غير جدير بالثقة

بقلم : سليمان جودة

لا تكاد تصدق أن دولة عضوًا فى الأمم المتحدة مثل إثيوبيا، تتصرف بهذه الطريقة التى تصرفت بها أمس الأول، عندما عرضت على السودان توقيع اتفاق ثنائى حول سد النهضة!

لا تكاد تصدق لأن العضوية فى الأمم المتحدة تعنى بالضرورة أن الدولة صاحبة العضوية هى دولة تتمتع بروح المسؤولية فى مجتمعها الدولى عموماً، ثم فى إقليمها المحيط بها بشكل خاص.. ولكن ما عرضته إثيوبيا بشأن الاتفاق الثنائى الجزئى يخلو تماماً من روح المسؤولية!.

ومن حسن الحظ أن العرض الإثيوبى، المتحلل من كل مسؤولية، قد واجه دولة جادة فى الخرطوم، وصادف رجلاً مسؤولاً فى العاصمة السودانية.. هذا الرجل هو الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السودانى، الذى رد على العرض بالرفض الواضح، والذى أبلغ رئيس وزراء إثيوبيا، آبى أحمد، أن الاتفاق حين توقيعه لا بديل عن أن يكون ثلاثياً، وأن الطرف الثالث هو مصر، وأن الحل هو العودة الفورية إلى مفاوضات واشنطن حول السد، التى حلت تسعين فى المائة من النقاط الخلافية فى موضوع السد!

هذا سلوك ممتاز من السودان، وهذا تصرف مسؤول من الجانب السودانى، ليس لأنه ينحاز إلى صفنا أو يصطف إلى جوارنا، ولكن لأنه يقف فى صف واحد مع عدالة القضية، سواء كانت القضية تخصنا أو تخص غيرنا فى مياه النهر الخالد!

وهكذا.. سوف لا تجد الحكومة فى أديس أبابا بديلاً عن العودة إلى مفاوضات واشنطن، التى عقدت جلستها الأخيرة فى مارس الماضى، والتى كان من المفترض أن تشهد التوقيع النهائى بين الدول الثلاث، لولا حدوث غياب مفاجئ للمفاوض الإثيوبى جعل منه طرفاً غير جدير بالثقة!

وقد قطع الدكتور حمدوك خطوة مضافة فى طريق إحساس بلاده بالمسؤولية، فقال وهو يرد العرض الإثيوبى ويرفضه، إن ظروف كورونا إذا كانت تحول دون اللقاء المباشر بين الأطراف الثلاثة، فاللقاء عن طريق «الڤيديو كونفرانس» يحل المشكلة، ويجب أن يتم سريعاً دون إبطاء!

وقبل أيام كانت القاهرة قد ذهبت بالقضية إلى مجلس الأمن، بعد أن أعطت الطرف الإثيوبى كل الفرص الممكنة، وبعد أن اكتشفت أنه طرف يتصرف بلا مسؤولية.. وعندما تلقت إثيوبيا الرفض السودانى، قال وزير الرى فيها إن بلاده أعدت وثيقة رد مناسب على شكوى مصر فى مجلس الأمن!.. ولا أحد يعرف ماذا تقصد إثيوبيا بالرد المناسب علينا، إذا كان السد الذى يمثل لها قضية تنمية يمثل لنا قضية وجود؟!.. تقديرى أن علينا أن نتقدم بمذكرة الى اللجنة المعنية بجائزة نوبل فى السويد، التى منحت آبى أحمد جائزتها فى أكتوبر الماضى.. مذكرة تقول إن هذا هو رئيس وزراء إثيوبيا الذى منحتموه الجائزة فى السلام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غير جدير بالثقة غير جدير بالثقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon