بقلم : سليمان جودة
تساءل الأستاذ مجدى الجلاد فى مقالة مهمة له على موقع مصراوى: أين قناة دريم التى جاء عليها وقت ملأت فيه الدنيا وشغلت الناس؟!.
والمؤكد أن سؤال الجلاد قد جدد أحزان الملايين ممن عاشوا يتابعون القناة، ولم يكونوا يتحولون عنها إلى فضائية غيرها، فإذا بهم يبحثون عنها فلا يقعون لها على أثر!.. وربما يرد واحد ويقول إن شاشتها موجودة، وشغالة، ومُضاءة.. وهى حقيقة.. ولكن ماذا تقدم لمشاهديها؟!
حالة القناة، التى كانت تاج الفضائيات فى البلد، تذكرنى بقصة راجت يومًا، عن وضع زوج الملكة إليزابيث الذى لا يعطيه القصر أى مسؤوليات رسمية.. لقد رافق الملكة فى استقبال ضيف كبير، وجاء مَنْ يقدمه للضيف ويقول: هذا زوج الملكة!.. رد الضيف فى تلقائية: إننى أعرف.. ولكن ماذا يفعل بالنهار؟!.
وبالقياس مع الفارق نقول إننا نعرف أن هذه هى قناة دريم، وأنها موجودة، وشغالة، ومضاءة، ولكن ماذا تقدم للمشاهدين إذا جاء المساء؟!.. وهل من المناسب لبلد يقود معارك مستقبل على عدة مستويات، أن تسقط منه دريم وتتحول إلى نسخة أخرى من قناة ماسبيرو زمان؟!
فى وقت من الأوقات كانت الأستاذة دينا عبدالرحمن تقدم برنامج «صباح دريم»، وكانت قد جعلت منه أنجح برنامج صباحى، وكنت ضيفًا أسبوعيًا عليها، وكنت لا أذهب إلى مكان هنا أو خارج البلد إلا وأكتشف أن البرنامج يحظى بمشاهدة عالية، رغم أنه كان يبدأ فى غير أوقات المشاهدة العالية التى يعرفها خبراء الإعلام.. وفى وقت آخر كنت أقدم على القناة برنامجًا فى المساء، وفى الحالتين.. ضيفًا ومقدمًا لبرنامج.. كنت ألاحظ أن دريم شاشة أثيرة لدى كل مشاهد!.
ومن يومين، قرأت أن إيران أطلقت ٦ فضائيات فى سماء المنطقة، وأنها تخاطب من خلالها قطاعات بين العرب، وأنها تفعل ذلك عن دراية بحجم المهمة التى يمكن أن يؤديها الإعلام هذه الأيام!.
ومما قاله مجدى الجلاد أن دريم كانت بيتًا دافئًا للإعلاميين الذين ظهروا على شاشتها أو عملوا فيها.. وهذه حقيقة أيضًا.. لولا أنها فى حاجة إلى تعديل بسيط يقول، إن الدكتور أحمد بهجت أطلق القناة فى بدايات الألفية الثالثة، لتكون بيتًا دافئًا للمشاهدين قبل الإعلاميين!.
كانت قناة وطنية طول الوقت، وكان الدكتور بهجت قد أرادها كذلك، وأرادها شاشة لكل رأى، بشرط واحد هو ألا يقع على شاشتها تجاوز فى حق أحد!.
تستطيع دريم أن تستعيد بريقها فى أيام، لو أن الدولة انتبهت سريعًا إلى أن القوة الإعلامية الواصلة إلى الناس هى ضلع رابع يتكامل مع القوة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية.. وقد كانت دريم واصلة إلى جمهورها بما يكفى وزيادة، لأن عقلًا كان وراءها يملكه رجل اسمه أحمد بهجت!.