بقلم : سليمان جودة
الحياة تعود تدريجياً فى أنحاء من العالم، سواء على مستوى عودة الطلاب إلى مدارسهم، أو على مستوى الفتح الجزئى للاقتصاد فى أكثر من دولة، وربما تكون ألمانيا هى الدولة الأبرز فى هذا الاتجاه، بعد أن كانت المستشارة أنجيلا ميركل قد أشاعت التشاؤم بين مواطنيها عند بدء ظهور كورونا وانتشاره!
فهى نفسها التى ترجع اليوم لتعطى إشارة العودة إلى الحياة الطبيعية.. خطوة بخطوة.. وهى نفسها أيضاً التى تحدد موعداً لاستئناف ما بقى من واجبات فى فصول الدراسة.. وكذلك الحال تقريباً فى فرنسا على مرمى حجر منها!
ولا تخلو شوارع متفرقة فى أكثر من دولة من أعداد من الناس، خرجوا يحملون لافتات يدعون حكوماتهم من خلالها، إلى أن تكون الغلبة للحياة بكل صورها، لا للڤيروس الذى انقلب على مدى أسابيع مضت إلى عدو للحياة ذاتها، أكثر منه عدواً للإنسان!
وأتصور أن حكومة الدكتور مصطفى مدبولى مدعوة إلى التفكير بذات المنطق، مع انتهاء المد الثانى للحظر غداً أو بعد غد.. ففى الأمثلة التى أشرت إليها محاولات قوية لإثبات أن حياة الناس هى الأبقى، لا هذا الوباء مهما كانت قدرته على التحور والانتقال والتجول، ومهما كان بطء المختبرات فى البحث عن لقاح يوقف زحف كورونا الكريه فى أركان الأرض!
ومما قرأته للمستشار محمد عبدالوهاب، الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار، وهو يعلن صباح أمس عن تقديم الخدمات من مراكز المستثمرين إلكترونياً، كلامه عن أن الشهر العقارى سيقدم خدمات الاستثمار فقط، مثل تصديق العقود الخاصة بالتأسيس ومحاضر الجمعيات، ولن يقدم التوكيلات!
هذا عن الشهر العقارى الخاص بالهيئة، فماذا عن مكاتب الشهر العقارى على مستوى الجمهورية، التى تمثل عصباً فى حياة الملايين من الناس فى كل يوم.. إننى بالطبع أحترم قرار الدكتور مدبولى إغلاقها ضمن إجراءات حماية حياة الناس أنفسهم، ولكن مرور ما يقرب من الشهر على القرار يدعو إلى مراجعته، ويدعو وزير العدل المستشار عمر مروان إلى النظر سريعاً مع رئيس الوزراء فى إعادة فتحها أمام الجمهور، وفق نظام عمل محدد فى تقديم الخدمات يحفظ حياة المواطنين، ويراعى تسيير مصالحهم فى ذات الوقت!
مكاتب الشهر العقارى هى مكاتب حياة بالمعنى الكامل للحياة، واستمرار غلقها يعطل سريان الحياة التى تكره السكون بطبيعتها، وربما يكون إطلاق الحركة فيها خطوة أولى نحو إطلاق الحيوية من جديد فى أوصال البلد على اتساعه!