بقلم : سليمان جودة
فجأة.. ضجّت مواقع التواصل الاجتماعى بحملات مجنونة تشير إلى أن السعوديين يقاطعون السلع الإماراتية!!.. وقد بدا الأمر مريبًا فى بدايته.. ولم تكن الحكومة فى الإمارات فى حاجة إلى بذل جهد كبير لتكتشف أنها أمام تغريدات وحسابات زائفة، وأن أصلها تركى قطرى، وأن السعودية آخر دولة يمكن أن تأخذ موقفًا ضد أى شأن إماراتى.. فما بين الرياض وأبوظبى أقوى من أن تُفسده أنقرة والدوحة معًا!
ولا تختلف الهجمة التى يمارسها الرئيس التركى أردوغان فى حق سيادة الدولة الليبية على أراضيها عن هجماته التى لا تتوقف فى اتجاه السعودية تارة، وفى اتجاه الإمارات تارةً أخرى! وقد كان القيادى الفلسطينى محمد دحلان هو أول الذين انتبهوا فى المنطقة إلى أن أردوغان وصل إلى حالة يحتاج معها إلى العرض على طبيب نفسى أكثر من حاجته إلى أى شىء آخر.. فالحالة التى يعانى منها الرجل ومن أعراضها حالة نفسية أكثر منها حالة سياسية! إن أردوغان لا يستطيع التخلص من هاجس أن الإمارات كانت وراء محاولة الانقلاب عليه فى منتصف 2016!!.. وهو يحاول التخلص من ضغط هذا الهاجس على أعصابه فى اليقظة وفى المنام.. ولكن دون جدوى.. وهو يجرب الوقيعة بين السعوديين والإماراتيين فيفشل.. فلا يجد سبيلًا والحال كذلك سوى التحول إلى الجبهة المصرية، متصورًا أنه يستطيع النَّيْل منها بتوقيع اتفاق ساقط مع حكومة فايز السراج فى العاصمة الليبية طرابلس! وفى الحالتين يصيبه الإخفاق، ويعرف أنه لن ينجح فى إشاعة كل ما هو غير صحيح حول السلع الإماراتية فى نظر السعوديين، ولا فى البحث عن موطئ قدم له فى عاصمة ليبيا! والمحزن فى الحالتين أيضًا أنه يجد عربًا يسمحون له بأن يتخذهم مخلب قط فى استهداف عواصم عربية.. يجد عربًا فى قطر يفسحون أمامه المجال ليقيم قواعد يعمل من داخلها ضد كل ما هو عربى.. ثم يجد فى طرابلس عربًا آخرين يمنحونه الوعد بإقامة قواعد مماثلة على أرض ليبيا!
وهو لن يفهم سوى اللغة التى تحدث بها اللواء أحمد المسمارى، المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، فى مؤتمره الصحفى الذى عقده أمس الأول.. فمما قاله «المسمارى» أنهم فى ليبيا لن يكونوا بالنسبة لأردوغان مثل قطر المحتلة، وأنهم سيُسقطون كل طائرة تركية تقترب من المجال الجوى الليبى!
ومن قبل كان اللواء أيمن المهدوى، قائد القوات البحرية الليبية، قد قال إن لديه تعليمات بإغراق أى سفينة تركية تقترب من الشواطئ الليبية! هذه هى اللغة التى يفهمها هذا العثمانى فى أنقرة.. وما يفعله هذه الأيام بين الإمارات والسعودية مرة.. وعلى الحدود المصرية مع ليبيا مرةً ثانية.. يدعو كل عربى إلى أن يكون فى مواجهة معه حتى يشفى من أمراضه التى تصور له ما لن يكون!