بقلم - سليمان جودة
تأملت بلاد العرب فى العيد، فوجدتها هادئة تحتفل مسترخية، بينما الدنيا من حولها تغلى وتفور، وبينما الأحداث تتلاحق فى كل مكان!.
ففى يوم الوقفة، سقط رئيس وزراء اليابان السابق برصاصات رجل متطرف، وعندما استجوبته الشرطة قال كلامًا ليس مقنعًا ولا تفهم منه أى شىء.. وتذكرت قصة لنجيب محفوظ، قرر فيها البطل قتل رجل رآه بالمصادفة على مقهى، ولأول مرة فى حياته، وعندما سألوه عن سبب ارتكاب الجريمة قال إنه لا سبب عنده سوى أنه سمع الرجل يتحدث بثقة زائدة على الحد، ولا سبب سوى أنه سمعه يعطى موعدًا للقاء فى اليوم التالى فى وقت محدد بالدقيقة، وكأنه على يقين من أنه سيعيش إلى ساعة الموعد!.
وقبل الوقفة بيوم، كان رئيس وزراء بريطانيا يجد نفسه مضطرًا إلى الاستقالة من منصبه، وكان يفعل ذلك رغم أنفه، بعد أن أفلت من أزمات كبيرة ومشكلات أكبر، وبعد أن عاش متأكدًا من أنه سيبقى فى المنصب إلى صيف العام بعد القادم حين تجرى الانتخابات!.
ولأنه كان أكثر زعماء أوروبا تشددًا فى وقوفه مع أوكرانيا ضد روسيا، فلقد كان من الطبيعى أن يدور كلام عن دور روسى فى إزاحته من السلطة.. تمامًا كما قيل من قبل عن الدور نفسه فى إسقاط هيلارى كلينتون وإنجاح دونالد ترامب فى انتخابات ٢٠١٦!.
وفى يوم العيد نفسه، فرَّ رئيس سريلانكا من القصر، بعد أن أحس بغضب الجماهير، وعندما نقلت وكالات الأنباء دخول الجماهير إلى القصر، فإن المشهد قد أعاد تذكيرنا بيوم سقوط صدام حسين.. فما أشبه اليوم بالأمس، فى بلدين بينهما آلاف الكيلومترات!.
وهكذا بدَت طوكيو ولندن والعاصمة السريلانكية كولمبو عواصم ثلاثًا فى عين العاصفة، بعد أن كانت الحياة فيها تجرى فى هدوء.. وصارت العواصم الثلاث فى القلب من الأخبار على كل شاشة، بعد أن كانت مستخفية هناك وراء ستار مما يضج به العالم، وبعد أن كنتَ تبحث عن خبر جديد قادم من أى عاصمة منها فلا تكاد تجده إلا بشق الأنفس!.
كانت سريلانكا تسمى سيلان، وكانت ولا تزال تشتهر بزراعة الشاى السيلانى، ورغم الجودة العالية للشاى الذى تنتجه، وقدرته على ضبط مزاج الملايين حول العالم، فإنه لم يفلح فى ضبط مزاج أهل البلد!.