توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حُريات أربع!

  مصر اليوم -

حُريات أربع

بقلم - سليمان جودة

أظن أن العلاقة بين القاهرة والخرطوم يجب أن تتحرَّر من عُقدة ١٩٩٥!.. ففى ذلك العام جرت محاولة اغتيال مبارك فى إثيوبيا، وتبيَّن فيما بعد أن الذين شاركوا فى المحاولة كانوا قد جاءوا من السودان!

وقد عاش «مبارك» لا ينسى أنه كان على موعد مع الموت المؤكد فى تلك الرحلة، لولا عناية الله أولاً، ثم لولا عمر سليمان، رئيس المخابرات، الذى أصرَّ قبل زيارة الرئيس إلى أديس أبابا على أن تسبقه سيارة مصفَّحة إلى هناك، لتأخذه من المطار إلى مقر القمة المنعقدة فى العاصمة الإثيوبية.. وكانت معلومات رئيس المخابرات تقول إن محاولةً من نوع ما حدث يجرى التحضير لها!، ثم لولا حذر فطرى لدى «مبارك» جعله يأمر قائد السيارة بالعودة فى اتجاه المطار، عندما لمح عن بُعد كميناً آخر ينتظره عند نهاية الأفق!

وقد عاشت عقدة ٩٥ مع الرئيس الأسبق طوال السنوات التى قضاها فيما بعد فى الحكم!.. وكان بعدها يُنيب رئيس وزرائه، أو وزير خارجيته، فى كل مناسبة أفريقية يكون على مصر أن تحضر فيها.. إلا فى أقل القليل.. وكان إذا وجد نفسه مضطراً لزيارة إلى دولة من دول القارة ذهب وعاد فى نفس اليوم!

ولم أكن أعرف أن موضوع الحريات الأربع بيننا وبين السودان موضوع قديم، إلى أن سمعت عنه من الوزير إبراهيم فوزى قبل أيام!

فالرجل كان فى زيارة إلى العاصمة السودانية عام ٢٠٠٣، وكان على موعد مع الرئيس عمر البشير، ومنه مباشرةً سمع أنه عرض الحريات الأربع على الرئيس مبارك، من فترة، وأنه لم يحصل على أى رد!

وحين عاد الوزير فوزى للقاهرة سأل عن الحكاية لدى كل مسؤول كان يتوسَّم أن يجد عنده إفادة، ولكنه لم يصل إلى أى شىء!

والواضح أن «مبارك» لم يكن مستعداً على المستوى النفسى، بعد ٩٥، لحريات أربع، ولا لحريات ثلاث، ولا حتى لحرية واحدة.. وهو بمقاييس البشر معذور!

ولكن بمقاييس العلاقات بين الدول، ثم بمقاييس العلاقة بين دولتين مثل مصر والسودان، كان لابد من تجاوز آثار العقدة، وكان لابد من تقديم صالح الشعبين على خلافات الحكومتين فى البلدين!

وإذا كان من حق أى مواطن قاهرى- مثلاً- أن ينتقل إلى الإسكندرية، ويقيم فيها، ويعمل، ويتملَّك.. فهذه بالضبط الحريات الأربع التى يتأرجح الكلام حولها بيننا وبين السودان، هذه الأيام، وعندما تقرر الحكومتان تحويلها إلى سياسات عملية على الأرض ستكون هذه الحريات الأربع مُتاحة للمواطن القاهرى ذاته، فى مدينة ود مدنى السودانية، وفى أم درمان، وفى كل مدينة غيرهما هناك، وسيكون الحق نفسه مُتاحاً لكل مواطن سودانى فى القاهرة، وفى الإسكندرية، وفى كل مدينة مصرية سواهما!

ميزة الحريات الأربع أنها تربط بين شعبين، لا بين حكومتين.. وميزتها أيضاً أنها تمد جسراً بين كل ما هو مصرى، وبين كل ما هو سودانى، شعبياً بالذات، فيمتنع الوسطاء من خارج الوادى!

الحريات الأربع تستحق اهتماماً أكبر مما هو حاصل، ومصارحة أوسع منا.. ومنهم!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حُريات أربع حُريات أربع



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon