القاهرة - مصر اليوم
أهم شىء فى الاتفاق المعلن عن إقامة علاقات بين الإمارات وبين إسرائيل، أنه اتفاق له مقابل على المدى القصير، ومقابل آخر على المدى الطويل! أما الذى على المدى القصير فهو وقف ضم الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية من جانب إسرائيل، وهذه قضية يعرف المتابعون للشأن الفلسطينى أنها كانت طوال شهور مضت تمثل الشغل الشاغل لكل فلسطينى، وكانت تؤرق السلطة الفلسطينية التى كانت تفتش عن حل لها فلا تجد!
وكانت السلطة الفلسطينية ترفض قرار الضم علناً فى كل صباح، وكان الواضح أن رفض القرار فلسطينياً لن يغير من الواقع شيئاً، ولا كانت قرارات الشجب العربية المعتادة كافية، وكان لا بد من «شىء ما» يوقف موضوع الضم بأى طريقة!.. وكان الاتفاق الذى جرى الإعلان عنه مساء الخميس ١٣ أغسطس بين أبوظبى وبين تل أبيب هو هذا الشىء!
كان لا بد من شىء ما فى هذا الاتجاه، لأن خطورة عملية الضم لو مضت فى طريقها إلى نهايته، فإنها ستقضى على حل الدولتين الذى لا حل سواه للقضية فى فلسطين!
وأما المقابل للاتفاق على المدى الطويل، فهو إعلان دولة الإمارات، على لسان أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، التزامها بمبادرة السلام العربية، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية!.. وهذه مبادرة كان الملك عبدالله بن عبد العزيز، يرحمه الله، قد أعلنها أمام القمة العربية المنعقدة فى العاصمة اللبنانية بيروت مارس ٢٠٠٢!
ولا تزال هذه المبادرة العربية تقدم الحل الذى لا حل سواه للقضية، وهى تقوم على مبدأ الأرض من جانب تل أبيب فى مقابل السلام من جانب العرب، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى طبعاً، ولكن هذا المبدأ هو عمودها الأساسى الذى تقوم عليه!
الاتفاق بين العاصمتين العربية والعبرية لم يتم توقيعه بعد، وسوف يجرى التوقيع فى واشنطون خلال ثلاثة أسابيع، حسب ما هو معلن، وليس من المتصور أن تفرط أبوظبى فى حق فلسطينى.. فهى لم تفعل ذلك فى الماضى، ولا فعلته عند الإعلان عن هذا الاتفاق، ولن تفعله بالتأكيد فى مستقبلها، لأن الحق الفلسطينى العادل هو التزام عربى، وبالتالى التزام إماراتى!.. هذا اتفاق يوقف خطر الضم، ويفتح سبيل السلام، ويغلق طريق الحرب التى أرهقت المنطقة بما يكفى!