بقلم - سليمان جودة
إذا استمرت شركة أُوبر على طريقتها الحالية، فسوف يتحول عنها المصريون إلى التاكسى الأبيض، كما تحولوا عنه من قبل إليها!
فالشركة التى بدأت محل إعجاب كل الذين اعتمدوا عليها فى الانتقال الآمن من مكان إلى مكان، لم تعد كذلك.. فلا السيارات التى تحمل اسمها، منضبطة، أو نظيفة، أو لائقة، فى الجانب الكبير منها، كما كانت.. ولا هى، فيما يبدو، تحرص كما كانت فى بداية عملها، على معايير صارمة، كانت تشترط وجودها فى كل صاحب سيارة يدخل تحت مظلتها فى العمل!
أوبر هذه الأيام، ليست هى أوبر التى عرفناها فى أول أيامها، وقد أصابها فيما يظهر ما يصيب كل شىء جديد فى بلدنا مع مرور الوقت.. يبدأ جيداً، وجميلاً، وملتزماً، ثم تختفى كل هذه الصفات ليحل محلها عكسها على طول الخط!
وما زاد الأمر سوءاً أن أسعارها زادت الأسبوع الماضى عشرة جنيهات مرةً واحدة عن كل رحلة، دون أن يكون هناك أى مبرر لمثل هذه الزيادة.. فالبنزين، مثلاً، كما هو منذ آخر زيادة طرأت عليه.. وليس أمامنا ما يشير إلى أن الدولة قد فرضت عليها ضرائب جديدة!
وربما يُصاب قارئ هذه السطور بدهشة بالغة، إذا عرف أن الشركة لا تدفع ضرائب من أى نوع للحكومة، فهى.. أقصد أوبر.. تريد تقنين أوضاعها من زمان، لتدفع ما هو مُستحق عليها من ضرائب.. ولكن أحداً لا يريد أن يستجيب لها!
وفى كل مرة كنت أستخدم سيارة من سياراتها، كنت ألاحظ أن السائق يتفادى أن يعرف رجال المرور عنه، أنه يعمل معها، وفهمت من كثيرين منهم أن السبب هو أن الشركة لم تقنن أوضاعها بعد، وأن عملهم تحت اسمها غير قانونى، وأن المرور يسحب رخصة القيادة من كل صاحب سيارة ملاكى يتبين أنه يعمل مع أوبر!
إننى لا أصدق ذلك، لولا أنى سمعته بنفسى، ورأيته بعينى، فى حالات كثيرة فى شوارع القاهرة.. فالشركة رخصت، فى البداية، مائة سيارة سياحة، أو مائتين، لتدخل من خلالها إلى السوق المصرية.. ومن بعدها صار فى إمكان كل صاحب سيارة خاصة، وضع تطبيق الشركة على موبايله، والتنقل به فى أى وقت داخل العاصمة، مع الالتزام بتوريد عشرين فى المائة من إيراده اليومى على حسابها!
والمعلومات المتوافرة تقول إن عدد السيارات العاملة معها، بعيداً عن عين المرور، وصل إلى ١٢٠ ألف سيارة، وإذا افترضنا أن الحد الأدنى للتحويل على حسابها هو فى حدود مائة جنيه عن كل سيارة يومياً، فهذا معناه بالورقة والقلم أن دخلها يتجاوز نصف المليون دولار فى كل يوم!
ماذا عن نصيب الضرائب من هذا المبلغ؟!.. هذا سؤال.. وسؤال آخر: هل تحصل الضرائب عليه؟!.. وسؤال ثالث: متى تعود سيارات أوبر كما كانت؟!
نقلا عن المصري اليوم القاهرية