بقلم : سليمان جودة
أعتقد أن الطريقة التى تتحدث بها منظمة الصحة العالمية عن ڤيروس كورونا، تعمل على انتشاره أكثر بين الناس، بدلاً من أن تؤدى إلى تراجعه وانحساره!هذا اعتقاد كان يترسخ عندى كلما صدر بيان عن المنظمة يتصل بالوباء منذ بدايته، ولكنه ازداد رسوخاً بعد هذه الطريقة الصادمة التى تحدث بها الإثيوبى أدهانوم عن الڤيروس قبل يومين!.. ولا أقصد هنا كلامه عن أن كورونا أسقط حتى بداية الأسبوع ٦٨٦ ألف شخص، وأصاب ١٨ مليوناً، فليست هذه هى المرة الأولى التى ترصد فيها المنظمة أعداد الضحايا والمصابين وتعلنها علينا!
ما أقصده هو حديث أدهانوم عن أنه لا توجد نهاية واضحة فى الأفق للڤيروس حتى هذه اللحظة، وأن آثاره المحسوسة سوف تستمر لعقود قادمة من الزمان!
إن المفروض فى مدير المنظمة العالمية أنه طبيب، ومن شأنه كطبيب أن يعرف جيداً أن جانباً كبيراً من قدرة المريض على مقاومة المرض.. أى مرض.. إنما تستند على نفسية قوية فى الأساس.. فهذه النفسية القوية هى التى تدعم مناعة الإنسان وتعززها إذا صادف ما يقوى نفسيته ويمدها بكل ما هو إيجابى فى الحياة!.
والعكس صحيح على طول الخط، لأن نفسية المريض ذاته يمكن أن تنهار، إذا ما صادفت من حولها ما يجعلها متشائمة إلى حد يفقدها القدرة على مواجهة أعباء المرض وتداعياته!
وأغلب الظن أن كلام أدهانوم عن عدم وجود ضوء فى الأفق، ثم عن امتداد آثار كورونا لعقود من الزمان، سوف يصيب الكثيرين جداً فى أنحاء الأرض باليأس والإحباط.. واليأس بطبيعته يدمر قدرة الإنسان نفسياً على المواجهة مع ڤيروس لا تزال علامات استفهام بلا حصر تحيط بظروف نشأنه وملابسات انتشاره!
التفاؤل يظل سبباً من بين أسباب قوة الفرد فى معركته مع تحديات الحياة، ويظل الأطباء بالذات، ومعهم علماء النفس البشرية، أقدر الناس على إدراك مثل هذه الحقيقة، ولكن يبدو أن السياسة هى التى تحرك أدهانوم فى منظمة الصحة العالمية أكثر مما تحركه مبادئ الطب العامة، وأكثر مما يحركه الحرص على الصحة النفسية للبشر فى هذا العالم!