توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا يفعلها إلا شيطان!

  مصر اليوم -

لا يفعلها إلا شيطان

سليمان جودة

الأمانة تقتضى أن أقول إن الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، لا علاقة لها بقرض صندوق النقد الدولى، وإن التفاوض مع الصندوق هذه الأيام، حول قرض الـ12 مليار دولار، تقع مسؤوليته على البنك المركزى، أو وزارة المالية، أو عليهما معاً.. أما الدكتورة سحر فلها مهمة أخرى، بحكم موقعها، وهى مهمة قد أعود إليها.

أذهب بعد ذلك لأسأل: لماذا كان مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، وبانى نهضتها التى نراها بأعيننا، على رأس الذين رفضوا قرض الصندوق، مفضلاً العمل ببدائله المحلية الوطنية؟

كان مهاتير أشهر الذين رفضوا علاج الصندوق لأمراض اقتصاد ماليزيا، وكان الرفض وراءه قصة يمكن أن تفيدنا كثيراً فى أحوالنا، ونحن نفاوض الصندوق مرغمين، ثم مدفوعين بسوء الحال اقتصادياً، وليس سراً أنه يستغل ذلك أبشع استغلال ليفرض علينا ما يريد!

سأل مهاتير رجال الصندوق: لو افترضنا.. مثلاً.. مثلاً.. أن العلاج الموصوف منكم لى، ولبلدى، لم ينجح، ولم ينقذنى، ولا أنقذ بلدى.. هل يقع عليكم قدر من المسؤولية عندئذ؟!

قالوا بملء الفم: لا.. إنها مسؤوليتك وحدك فى لحظة كهذه، ولسنا مسؤولين عن أى نتائج سلبية أو أعراض جانبية، فهذا شأنك، وشأن بلدك!.. إننا نصف العلاج الذى نراه، وإذا حدث ومات به المريض، فلا نعرفه، ولا يعرفنا، ولسنا مسؤولين عن موته!

وكانت إجابة من هذا النوع كافية لأن تملأ مهاتير محمد بالشك، وأن يقوده الشك إلى رفض القرض برمته، وإغلاق باب الصندوق كاملاً، والالتفات إلى بدائل محلية، ووطنية، رآها، ثم بدأ العمل بها، وعليها، إلى أن صارت ماليزيا على الوضع الذى نراها عليه.

القصة التى جرت بين مهاتير وبين الصندوق، فيما بعد عام 1980، حين تولى الحكم فى بلده، إلى أن تقاعد فى منتصف العقد الأول من هذا القرن، لها بقية سبقتها، فى بداية سبعينيات القرن الماضى.

فقبل بدء السبعينيات بثلاثة أعوام كان كلام قوى، ومدروس، قد قيل عن أحقية الدول التى تفشل معها وصفة الصندوق، ليس فقط فى الامتناع عن رد قروضه إليه، وإنما فى مقاضاته دولياً، وكان الدكتور على الغتيت، أستاذ القانون الدولى البارز، هو البطل فيها، وما إن قيل ذلك الكلام عن حق الدول فى عدم رد قروض الصندوق، وعن حقها فى مقاضاته أمام محكمة العدل الدولية، إذا فشل علاجه معها، حتى راح الصندوق يحصِّـن نفسه، فلجأ إلى حيلة صار يتبعها مع الدول لا يلجأ إليها، سوى شيطان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يفعلها إلا شيطان لا يفعلها إلا شيطان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon