بقلم : سليمان جودة
لست مع الذهاب بملف سد النهضة إلى مجلس الأمن فى منظمة الأمم المتحدة، فلم تتعرض المنظمة لقضية فى العالم إلا وزادتها تعقيدًا، ولم يدخل المجلس فى موضوع إلا وأضاف عليه صعوبة فوق صعوبته، وأستطيع أن أذكر الكثير من الأمثلة!.
ثم إن علينا أن نتذكر دائمًا أن الأمم المتحدة ليست جمعية خيرية، وأنها لا تتصرف بموضوعية فيما تفعله وتمارسه حول العالم، وأن القرار داخلها محكوم بإرادة أطراف محددة فيها نعرفها تمام المعرفة!.
وعلينا ألا ننساق وراء دعوات الذهاب بالملف إلى مجلس الأمن، فالذهاب به إلى هناك معناه فتح الموضوع على أفق بلا سقف زمنى.. وبلا نهاية!.
وفى المقابل.. فإننى أدعو إلى طرح القضية على مستوى الاتحاد الإفريقى.. وهناك أكثر من سبب يجعل اللجوء للاتحاد من دواعى التفاؤل!.
أول الأسباب أننا نترأس الاتحاد فى الوقت الحالى، وسوف تستمر رئاستنا إلى فبراير المقبل، ومن حقنا، بل من واجبنا أن نوظف هذه الفترة المتبقية لصالح الموضوع!.. فالاتحاد كيان إقليمى كبير، ومن أجل المشكلات التى تشبه مشكلة السد جرى تشكيل مثل هذه الكيانات بين الدول التى تضمها رابطة واحدة!.
والسبب الثانى أن الاتحاد يضمنا مع إثيوبيا معًا، كما أن التجمع المعروف بدول حوض النيل الذى يجمعنا مع إثيوبيا أيضًا هو فى النهاية مظلة إفريقية كذلك،. لكن مظلة الاتحاد تظل أشمل وأعم وأوسع.. فالاتحاد الإفريقى ٥٤ دولة، أما التجمع على مستوى دول النهر الخالد فهو ١١ دولة!.
والسبب الثالث أن القاهرة تعود إلى القارة السمراء بقوة، ولا توجد مناسبة يذهب إليها الرئيس هذه الأيام إلا وكان حديثه نيابةً عن القارة بمثل ما يكون حديثًا عن مصر.. حدث هذا فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى انعقدت فى نيويورك نهاية سبتمبر الماضى، وحدث أيضًا فى القمة الروسية الإفريقية التى انعقدت فى روسيا قبل أيام!.
وفى ديسمبر الماضى، استضافت شرم الشيخ مؤتمر الاستثمار الإفريقى المصرى، بحضور رؤساء دول أفارقة، وفى ديسمبر المقبل سوف تستضيف العاصمة الإدارية النسخة الجديدة من المؤتمر، الذى دعت إليه الدكتورة سحر نصر فى الحالتين!.
والاتحاد الذى قررت القاهرة علاج مليون إفريقى من مواطنى الدول الأعضاء فيه من فيروس سى لن يجد عذرًا إذا تأخر عن المساعدة فى حل مشكلة السد!.. فهو بالنسبة لنا بمثابة الجار.. وهو أولى بالسد من مجلس الأمن الذى يجيد تسييس القضايا ولا يحلها!.