بقلم : سليمان جودة
استجابات واسعة كانت فى انتظار الدعوة التى أطلقتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، من أجل الصلاة والدعاء إلى الله تعالى أن يرفع عن البشر هذا الوباء!كان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فى المقدمة، وكان لافتاً أن الشيخ الطيب قال إنه سيشارك راجياً السماء أن ترفع الوباء عن «الأسرة البشرية».. لا عن المسلمين وحدهم كما يدعو بعض الشيوخ بكل أسف.. فلسان حال الأزهر الشريف، أنه مع الإنسان حيث كان، وأن ما يؤلم البشر يؤلمه ويحزنه ويحرك مشاعره!
ومع الإمام الأكبر رحب البابا فرانسيس الأول، بابا الڤاتيكان، وأعلن انضمامه ومشاركته فى الصلاة، التى تظل فى تقديره قيمة عالمية، يتجه من خلالها المؤمنون بالدعاء إلى خالق الكون، لعل يده الرحيمة تمس العالم بالرحمة والبركات!
ومن بعد الرمزين الكبيرين فى الأزهر وفى الكنيسة الكاثوليكية، سارع أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى الكشف عن ترحيبه ومشاركته، وهو الرجل الذى انقطع صوته منذ بدء ظهور كورونا، مطالباً بوقف النزاعات المسلحة فى العالم، وداعياً إلى التعاون العملى بين شتى العواصم فى مواجهة الڤيروس، الذى لا يجدى معه أن تطارده كل دولة منكفئة على نفسها!
ومع الأمين العام للأمم المتحدة جاء الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، والرئيس الشيشانى، ورئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريرى، رافعين أيديهم بالتضرع والرجاء !.. ومن هنا إلى الموعد الذى ستقام فيه الصلاة، سيكون قادة العالم وزعماؤه قد جاءوا يشاركون ويطلبون من الله العفو ورفع الغمة عن الناس!
الصلاه ستقام الخميس بعد القادم ١٤ مايو، وستكون مشهداً إنسانياً خالصاً، فى مواجهة وباء لا يزال يطل من جديد، كلما ظن الناس أنه غادر واختفى.. فهو لا يزال يتعقب كل إنسان يراه فريسة جاهزة، دون أن يفرق بين شخص وشخص على أى أساس!
وحين اختار المستشار محمد عبدالسلام، أمين عام اللجنة العليا، أمس الأول ٣ مايو لإطلاق الدعوة إلى الصلاة، فإن الاختيار كان مقصوداً، لأنه يوافق مرور ١٥ شهراً بالتمام على توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التى وقّعها الإمام الأكبر والبابا فرانسيس فى أبوظبى ٣ فبراير من العام الماضى!.. فالصلاة من حيث موعدها تسعى إلى تحقيق هدفين معاً.. أما أحدهما فهو الصلاة فى حد ذاتها لأنها تجدد الصلة مع الخالق فى عُلاه، وأما الثانى فهو إعادة التذكير بمبادئ الوثيقة التى لا تحتفى بشىء قدر احتفائها بالإنسان!.