توقيت القاهرة المحلي 07:38:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«هنية» في مسقط!

  مصر اليوم -

«هنية» في مسقط

بقلم : سليمان جودة

لا بد أن اعتبارات اللياقة الدبلوماسية وحدها هى التى منعت سلطان عُمان الجديد، هيثم بن طارق آل سعيد، من مصارحة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، بأن ذهابه لأداء واجب العزاء فى السلطان قابوس أمر مشكور بالتأكيد، غير أن استغلاله للإضرار بالقضية مؤكد!.

إن ذهاب الرجل لا غبار عليه فى حد ذاته طبعًا، ومجاملته لسلطنة عُمان فى رحيل رجل حكيم مثل «قابوس» لا يمكن الإقلال من شأنها كمجاملة فى حدودها.. ولكن ليست هذه هى المشكلة!.

لماذا؟!.. لأن «هنية» وصل إلى العاصمة العمانية مسقط فى الوقت نفسه الذى وصل فيه الرئيس الفلسطينى محمود عباس لأداء واجب العزاء نفسه!.. وهو الأمر الذى أثار لغطًا واسعًا حول ازدواجية التمثيل السياسى لبلد واحد اسمه فلسطين.. وتساءل كثيرون عن حق: أى الرجلين يمثل الفلسطينيين، وأيهما جاء معزيًا باسم كل فلسطينى، بصرف النظر عن المكان الذى يعيش فيه هذا الفلسطينى؟!.

فلم يحدث من قبل أن ذهب وفدان رسميان منفصلان، ينتميان إلى بلد واحد، ويعملان من أجل قضية واحدة، لأداء واجب عزاء رسمى فى المناسبة ذاتها.. لم يحدث.. وحين حدث على المستوى الفلسطينى، فإنه قد صب المزيد من الزيت على النار بين الضفة الغربية، حيث يتواجد «عباس» ويقيم ويمارس مهامه، وبين قطاع غزة على حدودنا الشرقية، حيث تتواجد حماس وتقيم وتمارس مهامها فى القطاع!.

وفى كل مرة يدور فيها حديث عن الانقسام الحاصل بين الضفة والقطاع كان هناك ما يشبه الإجماع لدى المخلصين لقضية الوطن الفلسطينى على أن السبيل إلى إقامة هذا الوطن إنما يبدأ من عند إنهاء هذا الانقسام بأى طريقة، وليس فى وجوده على الإطلاق!.. فبقاؤه هو إبقاء للقضية مُعلَّقة دون حل إلى ما شاء الله.. وإنهاؤه هو نقطة البدء إلى أن يكون الكلام عن فلسطين بلسان واحد، ولغة واحدة، ومنطق واحد!.

أما أن تكون هناك حكومة فى غزة، تنازع الحكومة فى الضفة وتتنافس معها، وتزايد عليها فى الكثير من الأحيان وتقول ما لا تقوله فى الغالب، فليس هذا مما يخدم القضية فى شىء، بل إنه يجعل من إسرائيل المستفيد الوحيد على طول الخط!.

والذين تابعوا التليفزيون الفلسطينى بعد عزاء «هنية» لاحظوا أنه قد راح يهاجمه بقوة، وأنه قد أذاع له صورة يبدو فيها منحنيًا وهو يُقبّل يد «القرضاوى»!!.. وهى صورة لا أظن أنها تمثل مفاجأة بالنسبة لكثيرين ممن يعرفون حقيقة علاقة حماس بالإخوان!.

والذين يتابعون أحوال المنطقة من حولنا لابد أنهم تطلعوا إلى رئيس حركة حماس وهو يزاحم «عباس» فى مسقط، ولسان حالهم يقول إن هذه أعدل قضية بأسوأ محامين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«هنية» في مسقط «هنية» في مسقط



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon