بقلم : سليمان جودة
قرأت قبل ثلاثة أيام، كما قرأ غيرى، أن بئراً جديدة للغاز جرى اكتشافها، وأنها تقع شمال الدلتا فى البحر المتوسط على بُعد عدة كيلو مترات من الشاطئ، وأن الاحتياطى المتوقع فيها يضيف الكثير جداً إلى ثروتنا المخزونة من الغاز!
أضع هذا الخبر إلى جانب خبر آخر كان المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، قد أعلنه آخر يونيو عن اكتشاف منجم جديد من الذهب باحتياطى مليون أوقية!
ثم أضع الخبرين أمام خبر ثالث كان المهندس الملا أيضاً قد قال، فى تفاصيله، إن اكتشافاً جديداً للبترول فى خليج السويس فى الطريق إلى الانضمام لباقى الحقول على أرضنا، وأنه سوف يضيف لإنتاجنا من النفط ٢٠٠٠ برميل يومياً!
أضع هذا كله إلى جوار بعضه البعض، لأن ذلك من شأنه أن يرسم ما يشبه الصورة العامة لجانب من مواردنا الطبيعية التى نكتشفها يوماً بعد يوم، ولأن أخباراً كهذه هى مما يبعث على التفاؤل بمستقبل البلد، وسط إقليم يموج بالكثير من الصراعات فى كل صباح!
وفى نفس يوم الإعلان عن بئر الغاز الجديدة، كان مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركى، قد قال إن مصر لم تنتهك الجرف القارى لتركيا فى منطقة شرق المتوسط، وأن اليونان وقبرص هُما اللتان فعلتا ذلك.. وقد وصفت صحيفة السياسة الكويتية تصريح أوغلو بأنه نوع من المغازلة مع القاهرة!.. وقبلها كان ياسين أقطاى مستشار أردوغان قد أطلق مغازلة معنا من نوع آخر!
وكانت تركيا قد دخلت فيما يشبه لعبة عض الأصابع مع اليونان حول ثروات شرق المتوسط، ولولا أن الاتحاد الأوروبى الذى تتمتع اليونان بعضويته قد أظهر العين الحمراء لأنقرة، ما كان الرئيس التركى قد أخذ عدداً من الخطوات إلى الوراء، وما كان قد سحب سفينة التنقيب التى كان قد بعث بها تنقب بالقرب من الشواطئ اليونانية!
ولكن إشارات التراجع من جانبه أمامنا، سواء فيما يتصل بمحور سرت الجفرة فى ليبيا، أو فى هذه المنطقة الغنية بالثروات الطبيعية فى المتوسط، إنما ترجع إلى يقينه فى أن الجيش المصرى الذى وصفه مستشاره أقطاى بأنه جيش عظيم، قادر على حماية مصالح بلدنا فى البر وفى البحر!