بقلم : سليمان جودة
كلما جاء الصيف أو انقضى، تجدد الحديث عن الساحل الشمالى الذى يمتلئ بالناس فى شهر واحد أو شهرين، ثم يخلو بعدهما من الجميع فى انتظار أن يعود الصيف من جديد! وكلما حدث هذا تجددت المطالبات بالبحث عن طريقة يمكن بها استغلال الساحل طول السنة، بدلاً من شهر أو شهرين يحتشد خلالهما رواده على شاطئ البحر!
والحقيقة أن هذه مطالبات لا جدوى من ورائها رغم منطقها السليم، لأن الساحل ضاق بالقرى السياحية الممتدة على شواطئه وانتهى الأمر، ولم يعد من الممكن إزالة هذه القرى لإقامة فنادق فى مكانها مثلاً، ولا من الممكن إقامة فنادق فى ظهرها بعيداً عن الشاطئ!.. فكل هذه حلول غير عملية، ولا بد من السعى إلى إيجاد حلول عملية نستطيع بها توظيف الساحل على نطاق أشمل كما نحب!
الحل أن نتطلع إلى ساحل البلد الشمالى بزاوية أوسع، لنكتشف أن الساحل الذى نتحدث عنه هو فقط المسافة الممتدة من الإسكندرية إلى العلمين.. وما عدا ذلك فى المسافة الواقعة شرق الإسكندرية من شواطئنا، وفى المسافة الواقعة غرب العلمين، لايزال فى أغلبه ساحلاً خالياً ينتظر أن نوظفه بالطريقة التى نتجنب بها عيوب الساحل الحالى الذى يقع بين الإسكندرية وبين العلمين!
نستطيع، إذا شئنا، أن نجعل من هذا الساحل الخالى ساحلاً مختلفاً، فتقام فيه الفنادق التى تستقبل السياح مدى العام، وتقام فيه الشواطئ العامة التى تستقبل آحاد المصريين ممن لا نصيب لهم فى الساحل الشمالى الحالى، وممن لا يعرفون أين يقع هذا الساحل الشمالى الحالى، ويتمنون لو أنهم استطاعوا أن يحصلوا على شىء من نسيم البحر فى حر الصيف!
لا يجب أن نكرر فى الساحل الخالى ما حدث ويحدث فى نيل العاصمة الذى لا يستطيع المواطن أن يتطلع إليه أو ينعم ببعض الهواء على شاطئه، إلا إذا كان عضواً فى نقابة أو جهة لها شاطئ خاص على النيل!.. فهذا لا يجوز ولا يليق بنا!
المبدأ أن شواطئ البلد من حق جميع مواطنيه دون تفرقة، وهذا ما نستطيع أن نحققه فى الساحل الخالى المشار إليه!