توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اذكروا حسني مبارك

  مصر اليوم -

اذكروا حسني مبارك

بقلم: سليمان جودة

يتمنى الواحد منا لو يذكر أسماء الضباط والجنود الذين شاركوا فى نصر أكتوبر فردا فردا، فجميعهم صنعوا العبور والنصر معا، وكل ضابط منهم كان له نصيب فى محو العار عن هذه الأمة مهما كانت رُتبته، وكذلك فعلها كل جندى أيا كان موقعه من الجبهة وقتها.

جميعهم أدوا مهمة مقدسة.. وجميعهم قدموا معا ما لم يقدمه سواهم لهذا الوطن.. وجميعهم كانوا وكأنهم فرقة تعزف لحنا مكتملا، فإذا قصّر عازف واحد، فإن ذلك يظهر نشازا فى اللحن على الفور.. جميعهم دون استثناء فعلوا هذا وقدموه.. وجميعهم طوَّقوا عُنق البلد بأكاليل من الغار مَحَت ذُل الهزيمة.. فما بالك إذا كان الضابط برتبة لواء، وما بالك إذا كان فى ذلك الوقت على رأس القوات الجوية كلها.. وقد كان بالطبع اسمه حسنى مبارك.

إننى أتطلع إلى الصورة الشهيرة للسادات العظيم فى غرفة العمليات، فأجد أن مبارك كان يقف فيها على يساره، ولم يكن يفصله عنه إلا اللواء محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس غرفة العمليات أثناء الحرب، ثم الوزير والمشير فى مرحلة لاحقة.. أجد هذا فيتبين لنا أن مبارك كان من القادة القريبين من الرئيس، بحكم وجوده على قمة القوات الجوية طبعا، ثم بحكم أن هذه القوات هى التى نفذت الضربة الجوية الشهيرة، فأفقدت العدو توازنه منذ اللحظة الأولى.. كانت ضربة ضخمة بكل مقياس عسكرى، وإلا، فماذا تقول فى طلعة تشارك فيها ٢٠٠ طائرة؟.. ثم إنها كانت مفاجئة للإسرائيليين على الضفة الشرقية للقناة، فلم يفيقوا إلا وقد أخذت المفاجأة بخناق كل واحد فيهم فلاذوا بالفرار.

لا شأن لى هنا بمبارك السياسى، فهذا موضوع آخر دار حوله جدل كبير ويدور وسيظل يدور، لكنى أشير إلى مبارك العسكرى على وجه التحديد.. مبارك الذى قال فيه السادات، وهو يخطب يوما، إن إسرائيل تعرف تماما مَنْ هو مبارك؟.. والمقصود طبعا فيما ذكره السادات هو مبارك العسكرى لا السياسى، ففى الوقت الذى قال فيه السادات هذا الكلام كان مبارك نائبا له، ولم يكن قد تولى السلطة بعد بطبيعة الحال.

لقد بحثت فى الأجواء عن شىء يعطى الرجل حقه من الناحية العسكرية المجردة، فلم أعثر على شىء.. أى شىء.. ولابد أن هذا أمر يدعو إلى الحزن والألم.

اذكروا الرجل فى النطاق الطبيعى.. وإذا نسيتم فلا تنسوا أنه قاد معركة المنصورة الجوية الشهيرة، التى لاتزال الأكاديميات العسكرية تضعها أمام طلابها باعتبارها معركة نادرة الوجود.. اذكروها واذكروا الرجل الذى قادها، فهذا حقه الذى لا يليق أن نبخسه إياه.

وإذا كان العرض العسكرى الفخم الذى حضره الرئيس السيسى قد أرسل عددا من «الرسائل» المهمة لمن يهمه الأمر فى الخارج، فإن وضع مبارك، كعسكرى فى إطاره الذى نعرفه فى معركة النصر، يظل يبعث «رسائل» أخرى مهمة فى الداخل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اذكروا حسني مبارك اذكروا حسني مبارك



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon