توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اذكروا حسني مبارك

  مصر اليوم -

اذكروا حسني مبارك

بقلم: سليمان جودة

يتمنى الواحد منا لو يذكر أسماء الضباط والجنود الذين شاركوا فى نصر أكتوبر فردا فردا، فجميعهم صنعوا العبور والنصر معا، وكل ضابط منهم كان له نصيب فى محو العار عن هذه الأمة مهما كانت رُتبته، وكذلك فعلها كل جندى أيا كان موقعه من الجبهة وقتها.

جميعهم أدوا مهمة مقدسة.. وجميعهم قدموا معا ما لم يقدمه سواهم لهذا الوطن.. وجميعهم كانوا وكأنهم فرقة تعزف لحنا مكتملا، فإذا قصّر عازف واحد، فإن ذلك يظهر نشازا فى اللحن على الفور.. جميعهم دون استثناء فعلوا هذا وقدموه.. وجميعهم طوَّقوا عُنق البلد بأكاليل من الغار مَحَت ذُل الهزيمة.. فما بالك إذا كان الضابط برتبة لواء، وما بالك إذا كان فى ذلك الوقت على رأس القوات الجوية كلها.. وقد كان بالطبع اسمه حسنى مبارك.

إننى أتطلع إلى الصورة الشهيرة للسادات العظيم فى غرفة العمليات، فأجد أن مبارك كان يقف فيها على يساره، ولم يكن يفصله عنه إلا اللواء محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس غرفة العمليات أثناء الحرب، ثم الوزير والمشير فى مرحلة لاحقة.. أجد هذا فيتبين لنا أن مبارك كان من القادة القريبين من الرئيس، بحكم وجوده على قمة القوات الجوية طبعا، ثم بحكم أن هذه القوات هى التى نفذت الضربة الجوية الشهيرة، فأفقدت العدو توازنه منذ اللحظة الأولى.. كانت ضربة ضخمة بكل مقياس عسكرى، وإلا، فماذا تقول فى طلعة تشارك فيها ٢٠٠ طائرة؟.. ثم إنها كانت مفاجئة للإسرائيليين على الضفة الشرقية للقناة، فلم يفيقوا إلا وقد أخذت المفاجأة بخناق كل واحد فيهم فلاذوا بالفرار.

لا شأن لى هنا بمبارك السياسى، فهذا موضوع آخر دار حوله جدل كبير ويدور وسيظل يدور، لكنى أشير إلى مبارك العسكرى على وجه التحديد.. مبارك الذى قال فيه السادات، وهو يخطب يوما، إن إسرائيل تعرف تماما مَنْ هو مبارك؟.. والمقصود طبعا فيما ذكره السادات هو مبارك العسكرى لا السياسى، ففى الوقت الذى قال فيه السادات هذا الكلام كان مبارك نائبا له، ولم يكن قد تولى السلطة بعد بطبيعة الحال.

لقد بحثت فى الأجواء عن شىء يعطى الرجل حقه من الناحية العسكرية المجردة، فلم أعثر على شىء.. أى شىء.. ولابد أن هذا أمر يدعو إلى الحزن والألم.

اذكروا الرجل فى النطاق الطبيعى.. وإذا نسيتم فلا تنسوا أنه قاد معركة المنصورة الجوية الشهيرة، التى لاتزال الأكاديميات العسكرية تضعها أمام طلابها باعتبارها معركة نادرة الوجود.. اذكروها واذكروا الرجل الذى قادها، فهذا حقه الذى لا يليق أن نبخسه إياه.

وإذا كان العرض العسكرى الفخم الذى حضره الرئيس السيسى قد أرسل عددا من «الرسائل» المهمة لمن يهمه الأمر فى الخارج، فإن وضع مبارك، كعسكرى فى إطاره الذى نعرفه فى معركة النصر، يظل يبعث «رسائل» أخرى مهمة فى الداخل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اذكروا حسني مبارك اذكروا حسني مبارك



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon