بقلم : سليمان جودة
موضوع السفينة الجانحة فى قناة السويس أصبح مقلقًا للغاية، ليس على المستوى المحلى فقط.. فهذا قلق وطنى مفهوم.. ولكن على المستوى العالمى أكثر!
الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، رفض من جانبه، حسب المنشور على لسانه صباح أمس، تحديد موعد محدد لتعويم السفينة التى يمر على جنوحها صباح الغد أسبوعًا كاملًا!.. وما يقلق أكثر أن أنباءً يجرى تداولها عن أن عوامل الطقس ليست هى سبب الجنوح !.. فما السبب؟!.. وهل الرياح قادرة على حرف مسار سفينة طولها ٤٠٠ متر، وحمولتها ٢٢٤ ألف طن؟!
وما يقلق أكثر وأكثر ليس حجم خسائرنا اليومية التى تصل إلى ١٤ مليون دولار، وفق تقديرات الفريق ربيع، ولا حتى ما يقال عن قيمة المتعطل من السلع العابرة فى القناة كل يوم بين شمال العالم وجنوبه.. هذا كله وارد فى ظرف طارئ من هذا النوع.. ولكن ما يقلق حقًا هو الحديث عن مسارات بديلة للقناة، وقد بدأ مثل هذا الحديث همسًا على استحياء.. ثم صار يقال علنًا على الملأ!
من ذلك ما نشره الموقع الإلكترونى لصحيفة السياسة الكويتية قبل ساعات على لسان كاظم جلالى، سفير إيران لدى العاصمة الروسية موسكو!
قال الموقع ما يلى نصًا: أكد سفير إيران لدى موسكو، كاظم جلالى، ضرورة تفعيل ممر «شمال جنوب» بديلًا عن قناة السويس، وكتب جلالى فى منشور على مواقع التواصل الاجتماعى، أن الإسراع فى إكمال البنى التحتية وتفعيل ممر «شمال جنوب» كبديل عن ممر قناة السويس يحظى بالأهمية أكثر مما مضى!
وأضاف السفير الإيرانى أن: ممر «شمال جنوب» الذى يختصر الزمن حتى عشرين يومًا، والتكاليف حتى ثلاثين فى المائة، يُعد خيارًا أفضل كبديل عن قناة السويس فى مجال الترانزيت!.. ثم اختتم جلالى كلامه، فقال: الحادث الأخير مؤشر إلى ضرورة البحث عن بديل أقل خطورة من ممر قناة السويس، الذى تعبر منه أكثر من مليار طن من السلع سنويًا!
هذا ما قاله السفير الإيرانى حرفيًا.. ورغم تداول كلام كثير بهذا المعنى منذ بداية جنوح السفينة، إلا أنه هذه المرة ليس أى كلام، وإنما هو كلام سفير دولة كبيرة فى الإقليم لدى دولة أكبر فى العالم، وكلامه منشور باسمه ووظيفته وصورته!.. فما الحكاية بالضبط؟!..
قال العرب قديمًا: وراء الأكمة ما وراءها!.. واليوم يبدو مما يجرى أمامنا، ويقال، ويتم تداوله، أن وراء السفينة ما وراءها!.