بقلم : سليمان جودة
خلال ساعات معدودة على أصابع اليدين مضت، كانت المنطقة من حولنا على موعد مع ثلاثة أشياء كبرى تحدث فيها أو تتصل بها، وكنا نتابعها أمام أعيننا للمرة الأولى.. وكانت كلها لا تخلو من الكثير من المعانى!
أما الأول فكان اجتماعاً لمجلس الأمن القومى الإيرانى، ولم يكن الجديد أنه انعقد، فما أكثر انعقاداته من قبل.. غير أن الجديد هذه المرة أن الاجتماع كان برئاسة آية الله خامئنى، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.. فهذه هى المرة الأولى فى تاريخ الجمهورية منذ قيامها عام ١٩٧٩ التى ينعقد فيها الاجتماع برئاسة المرشد!
ولم يكن اجتماع المجلس على هذا المستوى من فراغ، فقبلها بساعات كانت إيران على موعد مع حدث جلل، هو مصرع قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى، ومعه أبومهدى المهندس، نائب قوات الحشد الشعبى، بعد استهداف موكبهما على طريق بغداد الدولى!
والمتابعون للأحداث فى منطقتنا يعرفون أن مصرعهما، خصوصاً الأول منهما، هو بمثابة الزلزال بالنسبة لإيران، فلقد عشنا نسمع عن سليمانى ما يشبه الأساطير، وعشنا نتابع حركته فى العراق بالذات، باعتباره الرجل الذى يحرك الدنيا هناك من وراء ستار!
وأما المهندس فيكفى أن نعرف أن هذه القوات التى يتولى فيها موقع نائب الرئيس، هى التى هاجمت عناصرها السفارة الأمريكية فى بغداد على أيام مضت.. وقوات الحشد الشعبى هى ميليشيات أنشأتها إيران فى العراق، لتكون ذراعها القوية فى بلاد الرافدين!
وكان الشىء الثانى هو تصويت البرلمان التركى بأغلبيته على إرسال قوات تركية إلى ليبيا، بموجب الاتفاق الذى جرى توقيعه بين إردوغان وبين حكومة فايز السراج فى العاصمة الليبية طرابلس.. فمن قبل كانت تركيا ترسل قواتها إلى سوريا المجاورة لها، أو إلى العراق المجاورة أيضاً، أو حتى إلى المياه الإقليمية التركية.. ولم تكن ترسلها إلى طرابلس التى تبعد عن إسطنبول ١٩٢٠ كيلومترا!
وربما نلاحظ أن الاتفاقية لم تصبح سارية على الجانب التركى، إلا بعد عرضها على البرلمان!.. والمعنى أن عدم مرورها على البرلمان الليبى الذى يرأسه عقيلة صالح، يجعلها فى نظر كل ليبى باطلة وساقطة!
وكان الشىء الثالث أن الرئيس الأمريكى غرد كعادته على تويتر، ولكن تغريدته هذه المرة كانت فريدة، لأنها جاءت مختلفة عن كل تغريداته السابقة.. كان من قبل يكتب ويقول، ولكنه هذه المرة لم يكتب حرفاً، وإنما وضع صورة لعَلَم بلاده فى مكان التغريدة المعتاد!!.. فهل أراد أن يقول إن ما جرى يحمل ختم إدارته ومباركتها؟!
أعتقد هذا.. وأتصوره!