بقلم : سليمان جودة
أقرأ عن منتدى أسوان للسلام، الذى ينعقد ١١ من هذا الشهر، فأتذكر ذلك الرجل الذى كان يتكلم كأنه قارئ كف، وهو يقول قبل ١١ سنة من الآن فى جنيف، إن المستقبل سوف يشهد انتقال القارة السمراء إلى مربع تصبح فيه قوة اقتصادية كبيرة تلفت أنظار العالم!.
أما الرجل الذى كان كأنه يقرأ الكف، فهو واحد من علماء قراءة المستقبل عالميًا، وقد كان متحدثًا فى قمة دافوس، التى تنعقد سنويًا فى المدينة السويسرية الشهيرة، وعندما سألوه فى ٢٠٠٨ عما يراه قادمًا بقوة خلال سنوات معدودة على أصابع اليدين، فإنه أشار إلى أربعة أشياء يراها، وكان الشىء الأول منها أن إفريقيا ستتحول إلى كيان اقتصادى ضخم للمرة الأولى فى تاريخها!.
وسوف يأتى من بعد مَنْ يشهد بأن الرئيس السيسى بذل من أجل القارة خلال عام رئاستنا للاتحاد الإفريقى، بدءًا من فبراير الماضى، ما لم يبذله رئيس إفريقى آخر!
ولو جاء أحد يؤرخ فيما بعد انتهاء العام فى فبراير المقبل لما شهدته إفريقيا طوال أيامه، فسوف يقول إن القاهرة خلال رئاستها للاتحاد بامتداد العام كانت هى التى لفتت أنظار الدنيا إلى أن موارد هذه القارة هائلة، وأنها قارة تتطلع إلى أن تضع يدها فى يد أوروبا، التى لا يفصلها عنا سوى البحر المتوسط، وأن الثروات الإفريقية تغرى بمستقبل واعد من التعاون بدلًا من سنوات مضت من الاستغلال والاحتلال!.
وعندما يكتمل انعقاد منتدى أسوان، سوف يذكر الحاضرون فيه من الزعماء الأفارقة أن شهرًا واحدًا لم يكن يمر على مصر طوال هذه السنة إلا وتكون خلاله على موعد مع نشاط جديد من أجل قارتها التى تنتمى إليها، وأن الإخلاص لانتمائنا الإفريقى كان هو السمة الظاهرة فى كل نشاط من هذا النوع!.
وهل ينسى منصف أن الرئيس كان هو الذى بادر بالدعوة إلى هذا المنتدى، من فوق منصة الأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى؟!.
ثم هل ننسى أن العاصمة الإدارية كانت قد استضافت مؤتمر «إفريقيا ٢٠١٩» قبل أيام؟!.. وقد كان هو النسخة الجديدة من مؤتمر مماثل دعت إليه الدكتورة سحر نصر فى شرم قبل عام!.
لا ننسى طبعًا.. فمصر كانت حاضرة جنبًا إلى جنب مع روسيا على مقعد الرئاسة فى القمة الإفريقية الروسية فى أكتوبر.. وبعدها بأيام قليلة كانت فاعلة فى قمة «العشرين وإفريقيا» التى استضافتها المستشارة أنجيلا ميركل فى العاصمة الألمانية برلين!.
وفى منتدى أسوان، سوف تبدو القارة الصاعدة وكأنها عروس يحتفى بها المصريون، كما احتفل بها قصر الرئاسة مرارًا على الصورة التى تليق بها!.