توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو يحسبها شريف إسماعيل!

  مصر اليوم -

لو يحسبها شريف إسماعيل

سليمان جودة

لا تذهب الأمم إلى مستقبلها مجاناً، وإنما بثمن تدفعه، ثم بطريق محدد تقرر أن تمشى فيه.

ولا أريد أن أضرب أمثلة على ذلك، من ماليزيا شرقاً، أو من البرازيل غرباً، ولا حتى من تركيا فى الشمال.

ولكنى أريد أن نلتفت إلى السعودية، التى لا يفصل بيننا وبينها سوى البحر الأحمر، وهى تعيد هندسة اقتصادها هذه الأيام، على نحو مدهش!

لقد اكتشفوا، هناك، أن 70٪ من الدعم الذى تقدمه الحكومة لمواطنيها يحصل عليه الأغنياء، الذين لا حاجة لهم إليه أصلاً، وكان المعنى أن 700 جنيه من كل ألف جنيه، تنفقها المملكة دعماً، تذهب إلى الأثرياء، وهو وضع مختل قرروا أن يعالجوه على الفور!

إننى أتكلم عن السعودية، ذات الدخل النفطى الذى نعرفه، وذات الاحتياطى من البترول، الذى نعرفه أيضاً، فهى بهذه الخلفية يمكن أن تتحمل نزيفاً من الإنفاق العام، من نوع إهدار 70٪ من إجمالى الدعم.. فماذا عنا نحن هنا؟!

إن الحكومة تعرف أن اقتصادنا فى حاجة إلى إعادة هندسة جذرية، من نوع ما يجرى إلى الشرق منا، أو حتى من أى نوع آخر، وتعرف أن ذهاب ثلاثة أرباع الميزانية إلى الدعم، والأجور، وفوائد الديون، هو وضع أكثر خللاً مما بدا أنه موجود فى ملف الدعم لدى السعودية، وتعرف حكومتنا أن مراجعة ملف الدعم لدينا، بشجاعة، ليس معناها أن نمنعه عن الذين يستحقونه.. فالعكس هو الصحيح، لأننا نريد أن نحسبها، وأن نعرف كم منه يذهب إلى الأغنياء، وأن نمنعه فى الحال، لنوفره فى الموازنة العامة، وننفقه فى مواضعه الصحيحة.

لقد قرأت للدكتور عمرو الجارحى، وزير المالية، أن دعم الطاقة فى الموازنة الجديدة، التى تبدأ فى أول يوليو المقبل، سوف ينخفض من 62 ملياراً إلى 35 ملياراً!

قالها الوزير جامدة غامضة هكذا، دون أن يوضح شيئاً عما إذا كان هذا النوع من الدعم سوف يجرى منعه عن الذين لا يستحقونه فعلاً، وكيف، أم أنه سوف لا يذهب إلى الجميع، مستحقين، وغير مستحقين!

إننى لا أنسى رسالة جاءتنى من الدكتور عبدالغنى الإمام، الأستاذ فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة، يقول فيها إنه فى كل مرة يذهب فيها لملء خزان سيارته بالبنزين يشعر بتأنيب ضمير كبير، لأنه يعرف أنه يحصل على بنزين بسعر مدعوم، ولأنه قادر على أن يشتريه دون دعم، ولكن الحكومة تدعمه، وتدعم غيره ممن هم فى مثل حالته، بالعافية!.. وقد وصل الحال بالدكتور عبدالغنى إلى حد أنه اقترح أن يوضع صندوق فى كل محطة بنزين، يضع فيه كل غير مستحق لدعم البنزين قيمة الدعم فى كل لتر يشتريه.

لو يفكر المهندس شريف إسماعيل، ومساعدوه، بهذه الطريقة، وبجد، فسوف يختلف حالنا فعلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو يحسبها شريف إسماعيل لو يحسبها شريف إسماعيل



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon