بقلم - سليمان جودة
فى آخر كتاب أصدره الدكتور رفعت السعيد، يرحمه الله، روى أشياء فوق الخيال.. ولكن.. لأن الكتاب صدر فى حياته، ولأن أحداً لم يرد على أى واقعة من الوقائع الواردة فيه، وما أكثرها، وما أفظعها، فإن ما جاء فى كتاب الرجل، إذنْ، صحيح!.
إحدى الوقائع رويتها هنا فى هذا المكان، قبل عام من الآن، وكان الدكتور زكريا عزمى طرفاً فيها، فتلقيت منه تليفوناً فى الصباح الباكر يصحح ما جاء بشأنه فى الموضوع!.
وماعدا ذلك فهو فى الكتاب منشور، منذ عام ٢٠١٦، وهو كاشف فى أحيان كثيرة، وصادم فى أحيان أكثر، وغير مُتصوّر فى أحيان ثالثة، لولا أنه كله فيما يبدو من نوع الحقائق الثابتة، التى أراد الدكتور السعيد أن يجعلها شهادته الأخيرة الموثقة، وأن يتحدى بها أحداً يرد عليه.. ولم يرد أحد!.
روى أن خالد محيى الدين، زعيم حزب التجمع، أعلن خلال ندوة فى مجلة المصور، أنه سيترشح أمام حسنى مبارك فى انتخابات ٢٠٠٥، وأنه ما إنْ استشعر أنه سيشارك فى تمثيلية جرى إعدادها سلفاً حتى أعلن انسحابه على الفور!.
وبعدها خضع التجمع لضغوط هائلة من جانب السلطة، ليخوض الدكتور السعيد نفسه، وكان رئيساً للحزب وقتها، الانتخابات أمام مبارك، ولكن الرجل رفض بإصرار!.
ويروى أن الدكتور نعمان جمعة، رئيس الوفد وقتها، يرحمه الله، قد خضع للضغوط ذاتها، وأن اجتماعاً جمع كمال الشاذلى وصفوت الشريف، وجمعة، والسعيد، قد انعقد من أجل إقناع الأخير بالترشح، غير أنه تمسك بالرفض الكامل!.
وكان الدكتور نعمان يعتقد أن الخصوم فى الحزب يريدون إحراجه بالترشح، ولذلك طلب أن يكون الدكتور السعيد مرشحاً معه فى السباق، حتى لا يتحمل الإحراج وحده.. ولم يستجب التجمع لأى ضغوط، ولا أطاع أى أوامر!.
وفى الفترة السابقة على انسحاب خالد محيى الدين، كان السعيد ضيفاً على لميس الحديدى فى التليفزيون المصرى، وقبل أن تخرج إلى فاصل أعلنت على الهواء أن سؤالاً ما بعد الفاصل لضيف البرنامج هو كالآتى: لماذا يترشح محيى الدين فى هذه السن؟!.
وفى أثناء الفاصل نصحها الضيف الدكتور السعيد بألا تعود للسؤال الذى أعلنت عنه، لأن جوابه هو أن الأستاذ خالد ليس أقل سناً من مرشح الحزب الوطنى مبارك.. وتكهرب الاستديو.. وعادت الأستاذة لميس من الفاصل بعد أن قررت أن تنسى السؤال!.
هكذا جرت انتخابات ٢٠٠٥، وكما ترى فإنه لا فرق بين كواليسها وبين كواليس انتخابات ٢٠١٨، إلا فى فارق واحد مهم، هو أنه كان هناك «إخراج» قادر بدرجة من الدرجات على إقناع الناس!!.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية