بقلم : سليمان جودة
كتب الله علينا أن نخوض معركة سد النهضة على أكثر من جبهة، وكتب الله علينا أن نرى إثيوبيا وهى تتحلل من الوفاء بالعهد، ومن الالتزام بما تقوله هى.. ثم ما تقول به القوانين التى تحكم جريان الأنهار!
وحين نفد صبرنا معها، ذهبنا إلى مجلس الأمن ندعوه أن يكون موضوعياً فى الحكم بين المتنازعين أمامه، وقد كنا مع السودان الشقيق فى جانب، بينما إثيوبيا، التى تربطنا بها الرابطة الإفريقية ورابطة دول حوض النهر.. أو أن هذا هو المفترض.. تقف فى الجانب المقابل!
ولم تكن الحصيلة من وراء اجتماع المجلس، صباح الإثنين ٢٩ يونيو الماضى، على قدر الآمال التى كانت معقودة عليه، وكان الشىء الحسن الوحيد الذى نتج عن الجلسة أنها منحتنا الفرصة لنعرض قضيتنا العادلة بقوة، وأن المجتمعين فيها أعلنوا دعم جهود الاتحاد الإفريقى فى حل المشكلة.. وهى جهود بدأت فى قمة إفريقية مصغرة شارك فيها الرئيس يوم الجمعة ٢٦ يونيو الماضى!
وسوف يكون أمامنا أكثر من مسار نسعى فيه على مستوى الاتحاد، وسوف يكون مسار مجلس السلم والأمن الإفريقى أول هذه المسارات.. فلقد فزنا بعضويته أول هذا العام بالتزكية.. وإذا كان هو معنياً بالسلم والأمن فى القارة السمراء، فلن يجد قضية تهدد السلم وتهدد الأمن معه سوى هذا الموقف المتعنت الذى تظهر به الحكومة الإثيوبية فى مفاوضاتها مع مصر والسودان.. وعليه أن يمارس مهمته فى منع تهديد السلم والأمن.. وإلا.. فإنه سوف يتحمل القدر الأكبر من المسؤولية، بحكم أنه مجلس سلم وأمن إفريقى، وبحكم أن النزاع إفريقى خالص.. هكذا يجب أن نخاطبه، وهكذا يجب أن نضعه أمام مسؤوليته!
والثانى أننا نتمتع بعضوية الترويكا الإفريقية، التى تضم رؤساء الاتحاد الثلاثة: السابق والحالى والمقبل.. وقد كنا نترأسه إلى فبراير الماضى لدورة سنوية كاملة!
والثالث أننا عضو مؤسس فى منظمة الوحدة الإفريقية عام ١٩٦٠، وهى المنظمة التى يجلس الاتحاد فى مكانها ويمارس دورها!
والرابع أن ما قدمته مصر، وما قدمه الرئيس السيسى للاتحاد خلال فترة رئاستنا، سوف يندر أن يقدمه رئيس إفريقى.. ومن الضرورى أن نضع قائمة بما قدمناه أمام كل عاصمة إفريقية، ليس على سبيل المن، ولكن على سبيل التذكرة، التى تقتضى إخلاصاً إفريقياً فى المقابل!.. أما الخامس فهو ما قدمته مصر للقارة وقت رئاسة عبدالناصر.. وهو كثير.. وهذه ورقة لا بد أن تكون حاضرة، ويجب ألا تغيب.. وسوف ننتصر لأن قضيتنا عادلة.