توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتاب يكشف الكثير!

  مصر اليوم -

كتاب يكشف الكثير

بقلم - سليمان جودة

هذا كتاب يستحق أن تقرأه، وأنا أرشحه لك لثلاثة أسباب: الأول أنه كتاب أردنى مصرى، والثانى أنه يتناول قضية حاضرة بقوة فى حياتك وحياتى، والثالث أنه يتناولها بطريقة علمية خالصة تقوم على الحقيقة الثابتة، ولا يتناولها بطريقة الكلام العام الذى لا يضيف شيئاً إلى القارئ!.

الكتاب هو: لعبة الوهم.. الإسلام بين الغرب والإرهاب.

أما المؤلفان فالدكتور ذيب القرالة، المستشار الإعلامى فى سفارة الأردن بالقاهرة، والدكتور كامل فتحى.. وأما الناشر فهو دار أُفق للخدمات العلمية!.

وهو يتعرض لقضية الإرهاب التى راح الغرب يتلقفها، ويربط.. عن قصد.. بينها وبين الإسلام، مع أن العلاقة منتفية بينهما فى عين كل إنسان يتطلع إلى الأمور بموضوعية وإنصاف.. وليس هناك ما هو أقوى فى نفى مثل هذه العلاقة من عبارة أوردها المؤلفان على لسان كارين أرمسترونج، تقول: إن علاقة النبى محمد بالإرهاب كعلاقة عيسى بالحروب الصليبية!.

يتعقب الكتاب جميع التنظيمات الجهادية الكبيرة، التى ظهرت ولاتزال فى المنطقة، من أول تنظيم القاعدة فى أفغانستان، مروراً بمرحلة التنظيم نفسه على يد أبومصعب الزرقاوى، فى العراق، وانتهاءً بتنظيم داعش الذى تمدد فى أكثر من دولة، ومعه تنظيم جبهة النصرة فى سوريا، لافتاً انتباه القارئ إلى أن ظهور القاعدة فى أفغانستان.. مثلاً.. كان بعد الغزو الأمريكى لها، وأن ظهور قاعدة الزرقاوى، ومعها داعش، كان بعد غزو العراق على يد بوش الابن، وهكذا.. وهكذا.. فى كل حالة، ومع كل تنظيم من هذا النوع.. والمعنى أن أسباباً سياسية دولية مجردة كانت وراء خروج التنظيمات الجهادية إلى النور!.

ولم تكن هناك أسباب دينية، ولا كانت هناك أى علاقة للإسلام، كدين، أو كفكر، بها.. كلها كانت- لمَن يتقصى بتجرد- أسباباً لها أقوى صلة بالسياسة الأمريكية غير العادلة، فى أكثر من دولة من دول المنطقة، وبالسياسة السوفيتية أيام أن كان فى الدنيا شىء اسمه الاتحاد السوفيتى، وبالسياسات المحلية الظالمة لحكومات عربية كثيرة بالتأكيد!.

وكل ما عدا ذلك ليس إلا محاولة جرت فى أوروبا وفى أمريكا، ولاتزال، فى اتجاه تصوير كل تنظيم من هذه التنظيمات على أنه يتصرف بوحى من الإسلام، ومن تعاليمه، ومن نصوصه.. ولم يكن هذا صحيحاً بأى درجة، ولا بأى مقياس، ولا فى أى وقت، ولكنه كان إيهاماً للملايين بعكس الحقيقة.. لا أكثر!.

وحين كان أبوبكر الصديق، أول خليفة فى الإسلام، يودع جيشاً إلى الحرب، أوصى قائد الجيش فقال: لا تقتلوا كبيراً، ولا امرأة، ولا وليداً، ولا تُخرّبوا عمراناً، ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع، ولا تعقروا بهيمة إلا لنفع، ولا تحرقوا نخلاً، ولا تغدروا!.

هذه هى وصية خليفة الإسلام الأول للجيش فى الحرب.. فما بالنا بوصاياه للناس فى غير حال الحرب؟!.

قال أناتول فرانس، أديب فرنسا الأكبر، يصف يوم هزيمة العرب والمسلمين أمام شارل مارتل، فى معركة بلاط الشهداء، بعد وجود عربى فى الأندلس دام ثمانية قرون من الزمان.. قال: هذا أسوأ يوم فى تاريخ فرنسا، ففيه انهزم العلم الذى جاء به المسلمون، والفن الذى جاء به العرب، على يد بربرية الفرنجة!.

ومن يومها يبدو أن هناك مَنْ راح يُروّج، وبقوة، للعكس!!

 

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب يكشف الكثير كتاب يكشف الكثير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon