بقلم : سليمان جودة
نسأل الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، عن برنامج التطعيم ومراحله، فنكتشف أنها مشغولة بإحصاء عدد الإصابات والوفيات، وهدايا الجرعات القادمة فى الطريق من الصين ومن غير الصين!.. ولا بأس طبعًا فى انشغالها بهذا كله، فهو عملها الذى عليها أن تؤديه، ولكنه بالتأكيد ليس كل عملها فى اتجاه طمأنة الناس على مستقبلهم مع الوباء!
نسأل ونحن نتابع ما يدور حولنا فى العالم فى الموضوع نفسه، ولا نقارن أنفسنا طبعاً بالولايات المتحدة الأمريكية، التى قالت إدارة بايدن فيها إنها تخطط لتطعيم ٢٠٠ مليون أمريكى مع مرور ١٠٠ يوم على وجودها فى البيت الأبيض!
والمعنى أن هذا سيحدث أمريكيًا مع بدء مايو، لأن الإدارة تسلمت المسؤولية فى ٢٠ يناير، ولكننا إذا قارنا بينهم وبيننا فالمقارنة ستكون بين طرفين غير متكافئين، وستكون مقارنة فى غير محلها وظالمة، لأن الإمكانات متباينة بالطبع ومختلفة!
إننا نسأل لأننا نقرأ لوزير الصحة اللبنانى فى حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، أن وزارته تخطط للانتهاء من تطعيم ٣٠٪ من السكان مع بداية يونيو، وأنها حجزت ٨ ملايين جرعة من بين ١١ مليونًا هى كل حاجة لبنان من الجرعات!.. هكذا بكل وضوح فى لبنان الذى يقع إلى الشرق منا على مرمى حجر، وليس فى الولايات المتحدة الأمريكية على الشاطئ الآخر من المحيط!
ونسأل لأننا نطالع أن تونس إلى الغرب منا أطلقت برنامج التطعيم منذ أسبوعين، وأن ٣٠ ألفًا حصلوا على اللقاح خلال المرحلة الأولى التى امتدت حتى نهاية مارس، وأن وزارة الصحة خصصت ٢٥ مركزًا فى أنحاء البلاد لتسجيل المواطنين الراغبين، وأن ٧٠٠ ألف سجلوا أنفسهم حتى الخميس ٢٥ مارس، وأن المرحلة الأولى مخصصة لأعضاء الفريق الطبى، ولمن هم فوق الخامسة والسبعين!
نسأل لأن القضية ليست قضية هدايا من الجرعات مهما كان حجمها.. فأصحاب الهدايا من هذا النوع يمارسون ما صار يُعرف بدبلوماسية اللقاح، وربما حرب اللقاح كما سماها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.. ولذلك.. فالقضية هى موقع البلد على خريطة سوق اللقاح عالميًا، ثم موقع السكان على خريطة التطعيم محليًا، وما عدا ذلك هو بمثابة التفاصيل!
نسأل لأن الملف مسؤولية الوزيرة دون سواها، ولأن إجابتها على السؤال هى إجابة عما يشغل الناس، وعما من حقهم أن يحصلوا منها على إجابته واضحة!.