توقيت القاهرة المحلي 02:20:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنت لم تعرفه!

  مصر اليوم -

أنت لم تعرفه

الكاتب سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

أحمل رجاءً حاراً من الأستاذ غسان البلبل إلى وزير الأوقاف، الدكتور مختار جمعة، بأن يعمم على خطباء الجمعة منشوراً يفيد بأن الدين أغلبه معاملات لا عبادات، وأن الخطبة يجب في كل أسبوع ألا تخرج عن هذا الإطار، وأن تظل تخاطب المصلين من داخله كإطار شامل!

فالأستاذ غسان، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعة والزراعة والتجارة في بيروت، لكنه يعمل في مصر ويقضى الكثير من وقته فيها، ويذهب لصلاة الجمعة شأن أي مسلم، ويتمنى لو أن كل خطيب في كل جامع قد خاطب الناس عما بينهم من معاملات يومية، أكثر من خطابه معهم عن الصلاة، والصيام، والجنة، والنار!

وذات مرة ضاق الرجل بكثرة حديث خطيب المسجد عن عبادات كل واحد في الصباح والمساء، لا عن معاملاته مع الآخرين، فقصد مكتب الخطيب في الجامع قبل دقائق من صلاة الجمعة، ورجاه أن يكلم الناس في ضرورة أن يتعامل كل شخص فيهم مع الآخر بما أمر الله تعالى، وبما أمر رسوله الكريم، في أمور المعاملات بالذات، بدلاً من أن يظل يكلمهم طول الوقت عن أهمية أن يصوموا، وأن يصلوا، وأن يذهبوا إلى الحج والعمرة!

وقد استجاب خطيب المسجد فراح يومها يتحدث عن الأمانة في تعاملات المواطنين مع بعضهم البعض، وعن الصدق في القول، وعن مراعاة حقوق الجار، وعن الوفاء باعتباره قيمة في التعاملات، وعن العطف الذي لا بديل عن أن يكون لغة يتكلمها كل مسلم مع الآخرين، وعن العدل، وعن الرحمة!

إن اليابان التي أرسلت وفداً منها في بداية ستينات القرن العشرين، ليرى ماذا فعل المصريون في طريق التقدم، قطعت أشواطاً طويلة أمامنا، وكان ذلك راجعاً إلى أنها خصصت السنوات الخمس الأولى من تعليمها للتركيز على مادة الأخلاق!

وهى قد قررت هذه المادة بالذات على تلاميذها، ثم ركزت عليها، لأنها تعرف أن هذه السنوات هي السن التي يتشرب فيها التلميذ كل قيمة إيجابية في حياته، وهى السن التي تقوم عليها حياة الشخص كلها، وهى السن التي تبدو كأنها أساس بناية ترتفع في السماء عالياً، مادام أساسها يحمل ويتحمل!

وفى تراثنا الذي نحفظه أن عمر بن الخطاب سمع رجلاً يمتدح شخصاً، فسأله: هل تعاملت معه؟!.. أجاب: لا!.. فعاد ابن الخطاب يسأله: لعلك رأيته يطيل الصلاة؟!.. قال: نعم!.. وفى النهاية لخص الخليفة عمر القصة كلها فقال للرجل: أنت لم تعرفه!

وكان المعنى أن الدين «معاملات» قبل كل شىء، وأن المساجد لابد أن تحمل هذه «الرسالة» إلى جماهيرها في خطبتها كل أسبوع، فتمنحهم الطاقة التي يتحركون بها إلى أن يأتى الأسبوع التالى.. وهكذا على مدار السنة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنت لم تعرفه أنت لم تعرفه



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon