توقيت القاهرة المحلي 04:20:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لسان حال «الخارجية»!

  مصر اليوم -

لسان حال «الخارجية»

بقلم : سليمان جودة

أتصور أن وزارة الخارجية المصرية  مع باقى الأجهزة المعنية قد راحت تطالع بيان البيت الأبيض حول مفاوضات سد النهضة، التى تضمنا مع السودان وإثيوبيا، بينما لسان حالها.. الخارجية والأجهزة.. يقول إن هذا ليس هو ما كنا ننتظره من حليف فى البيت الأبيض وصديق!

فالمتحدثة باسم البيت الأبيض قالت، الجمعة الماضى، إن بلادها تدعم الدول الثلاث للتوصل إلى اتفاق تعاون دائم، فى إطار يحقق تبادل المنفعة بشأن تشغيل السد، وإن جميع دول وادى النيل لها الحق فى التنمية والازدهار، وإن جميع الأطراف مدعوة إلى بذل جهود تتسم بحسن النية للتوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق!

وعبارات البيان كما ترى ليست فقط من النوع الإنشائى، التى يستطيع أى تلميذ ابتدائى كتابتها فى موضوع تعبير يحصل فيه على عشرة من عشرة، لكنها عبارات تساوى بين مواقف الأطراف كلها، وتتعامل معها وكأن موقف مصر فى المفاوضات هو ذاته موقف إثيوبيا!

يبدو هذا واضحًا جدًا فى العبارة التى تدعو كافة الأطراف إلى بذل جهود تتسم بحسن النية للتوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق!

إنها عبارة تدل على أن البيت الأبيض لا يتابع الملف بشكل جيد، ولا بأى شكل، ولا يعرف أى الأطراف بالضبط يتحلى بحسن النية، وأيها لا يتحلى بحسن النية.. وإلا.. فهل هناك درجة من عدم حُسن نية على المستوى الإثيوبى أكثر من أن يأتى رئيس وزرائهم، آبى أحمد، زائرًا إلى القاهرة، فيتعهد بألا تضارّ مصر فى حصتها المائية، ثم نُفاجأ فى جولات المفاوضات الأخيرة بأن تعهداته قد تحولت كلها إلى سراب؟!

وهل هناك فى المقابل درجة من حُسن نية من جانبنا أكثر من أن يطير الرئيس إلى الخرطوم فى مارس 2015، ويضع توقيعه على اتفاق المبادئ مع رئيس الوزراء الإثيوبى والرئيس السودانى؟!

لقد مضت الحكومة الإثيوبية فى عملية بناء السد بناء على ذلك الاتفاق، حتى وصلت فيه، حسب آخر تصريح لها، إلى 68%‏ منه تقريبًا!!.. ولولا اتفاق المبادئ ربما ما كانت قد استطاعت أن تمضى فى عملية البناء خطوة واحدة، وربما كانت الآن لاتزال تتحرك فى مكانها!

شىء من هذا لا تجده فى بيان البيت الأبيض، ولا تقع له فى البيان على أى أثر.. فهو بيان شكله حلو، لكنه بلا مضمون يقف عليه!.. وربما يكون هذا هو السبب الذى دعا مصر إلى القول بأنها تتطلع إلى دور «فعال» من واشنطن.. لعل العاصمة الأمريكية تنتبه إلى أن الكلمة التى بين الأقواس تعنى تجاوز خانة الكلام إلى مربع الفعل!

لعنة الله على مبادئ الدبلوماسية وقواعدها المرعية، التى أتخيل أنها منعت «الخارجية» من التعقيب على البيان الأمريكى بما يجب وبما يستحق!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لسان حال «الخارجية» لسان حال «الخارجية»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon