توقيت القاهرة المحلي 02:20:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدود الرابع من إبريل!

  مصر اليوم -

حدود الرابع من إبريل

الكاتب سليمان جودة
بقلم سليمان جودة

على كثرة ما قرأت عن القضية المشتعلة فى ليبيا، لم أقرأ أغرب من عبارة واحدة صدرت عن حكومة فايز السراج فى العاصمة الليبية طرابلس.. وقد راحت وكالات الأنباء تنقل العبارة وتنشرها خلال الساعات القليلة السابقة على مؤتمر برلين، الذى بدأ صباح أمس حول القضية فى العاصمة الألمانية!.

فالمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبى، أعلن أنه سيحضر المؤتمر، وفى المقابل أعلن «السراج» أنه تلقى دعوة وأنه سيكون حاضرًا.. إلى هنا لا جديد ولا شىء يبدو غريبًا.. فالجيش والحكومة طرفان فى المشكلة، وحضورهما طبيعى لعل ليبيا تجد حلًا يحفظ ثرواتها لأبنائها جميعًا، ويبتعد بها عن الذين يسيل لعابهم عليها، وفى المقدمة منهم أردوغان!.

غير أن الأغرب حقًا أن تقول حكومة «السراج»، أثناء استعداد رئيسها للسفر إلى برلين، إنها ستطلب انسحاب الجيش الوطنى إلى حدود الرابع من إبريل!.

أما الرابع من إبريل، فهو التاريخ الذى بدأ فيه الجيش حملته للقضاء على ميليشيات تكاثرت فى البلاد فى مرحلة ما بعد سقوط نظام حكم القذافى، خصوصًا الميليشيات التى تتحصن فى العاصمة، وتحميها حكومة «السراج» وتحتمى بها!.

والشىء الذى يزعجك فى العبارة بالفعل أن حكاية الرابع من إبريل تستدعى إلى الذهن على الفور حكاية أخرى عن حدود الرابع من يونيو 1967، وهى الحدود التى لا تزال تمثل أساسًا لحل قضية فلسطين.. فكل الأراضى الفلسطينية التى استولت عليها إسرائيل فى ذلك التاريخ هى أرض محتلة، والجلاء عنها هو الحل الجذرى بينها وبين الفلسطينيين!.

فهل تتطلع حكومة «السراج» إلى الجيش الوطنى الليبى على هذه الصورة؟!.. وهل أصبح الجيش الليبى، الذى انطلق فى الرابع من إبريل فى اتجاه التأسيس لدولة ليبية آمنة ومستقرة، فى حكم الجيش الإسرائيلى الذى احتل أرض الغير دون وجه حق؟!.

إن عودة الجيش الوطنى الليبى إلى حدود الرابع من إبريل معناها أن يكون جيشًا لجزء من الوطن لا للوطن كله، وأن تصبح ليبيا فى الجزء الأكبر منها مسرحًا لجماعات الإرهاب وميليشياته تمرح فيه وتلعب كما تحب.. وبالذات المنطقة التى تقع فيها العاصمة أقصى الغرب على حدود تونس!.

الجيش الذى يقوده «حفتر» هو جيش ليبيا كلها، ومن حقه أن يسيطر على كامل أراضيها.. وإلا ما كان جيشًا يستحق أن يحمل هذا الاسم!.. والحكومة التى تجادل فى هذا هى حكومة لا تعرف معنى الوطن، ولا معنى أن يكون لهذا الوطن جيش يدافع عنه ويحميه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدود الرابع من إبريل حدود الرابع من إبريل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon