بقلم : سليمان جودة
أتمنى لو يصل هذا الكتاب إلى يد الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، ولو حدث هذا فسوف يجلس ليطالعه، فإذا فعل فلن يتركه حتى ينتهى إلى الغلاف الأخير، وسوف يشعر مما قرأ بأن هذا كتاب يجب أن يكون فى يد كل تلميذ فى كل مدرسة!.. وبعدها سوف يجعله متاحاً فى مكتبات المدارس، ولا بأس من تحميله على المنصات الإلكترونية التى يتعامل معها الطلاب!
وأستطيع أن أراهن على أن الكتاب الذى أقصده سوف يكون محفزاً للكثيرين من التلاميذ، وأنه سوف يخلق طاقة إيجابية كبيرة فى داخل كل طالب يرغب، ليس فقط فى أن يتعلم، ولكن يرغب.. وهذا هو الأهم.. فى أن يكون متفوقاً، وفى أن يصل به تفوقه إلى مراكز عليها فى مجتمعه، بالتفوق وحده، وبالدراسة وحدها، وبالطموح وحده أيضاً!الكتاب للدكتور حماد عبدالله حماد، وعنوانه كالتالى: مسيرة حياة استاذ جامعى.. الكفاح والعناد والصبر!
ولأن الكتاب يحمل تجربة فريدة فى تفوق صاحبه، فإن أربع مقدمات سوف تكون فى استقبال القارئ عند الغلاف الأول، وهى للدكاترة والأساتذة: مصطفى الفقى، أحمد الجمال، عادل حمودة، هانى سرى الدين.. بالإضافة إلى سطور مهداة من المؤلف للدكتور إبراهيم فوزى، والدكتور سيف أبوالنجا، باعتبار أنهما وقفا معاً وراء إغرائه بكتابة تجربته لتكون كما قال على الغلاف: سيرة ذاتية فى افتقادنا للقدوة!
الدكتور حماد كان طالباً فى مدرسة ثانوية صناعية، وكان يدرس فى قسم الغزل والنسيج، وكان قد سمع وقتها فى الستينيات من القرن الماضى أن الدولة قررت اختيار العشرة الأوائل فى التعليم الفنى، ليدرسوا فى التعليم العالى بالمجان!ولم يشأ أن يبدد الفرصة وأمسك فيها بكل قوة لديه، وقرر بينه وبين نفسه أن يكون من بين هؤلاء العشرة المبشرين بالتعليم العالى، وحين جرى الإعلان عن النتيجة فى آخر السنة، كانت عزيمته قد أسعفته، وكان ترتيبه الثامن على مستوى الجمهورية!
ولم يكن أحد سيقف فى طريقه، وهو يسحب أوراق التقدم إلى الجامعة، ثم يتوجه إلى كلية الفنون التطبيقية بقلب جامد، ويتخرج فيها محققاً ما كان قد خطط له، وذاهباً بعد ذلك إلى التجوال فى أنحاء العالم، ليثبت لنفسه ولسواه من الطلاب القادمين من بعده على الطريق، أن التفوق ممكن إذا صحت العزيمة، وأن القدوة موجودة بيننا، وأن التجربة التى يحملها الكتاب هى الدليل.. إن علينا أن نضع أيدى طلابنا على كل قدوة، ليمتلئ كل واحد فيهم بالثقة فى أنه قادر، لأن غيره كان قادراً ذات يوم!