توقيت القاهرة المحلي 00:47:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسكات بنادق رواندا!

  مصر اليوم -

إسكات بنادق رواندا

بقلم : سليمان جودة

وجوه الشبه بين مدينة أسوان وإفريقيا تبدو كثيرة، ولا توجد مدينة على خريطة بلدنا تغلب عليها الملامح الإفريقية إلا هذه المدينة الجنوبية الجميلة.. ولا تزال أسوان تبحث عمن يترجم الدعوة الرئاسية الخاصة بها من نداء أطلقه الرئيس ذات يوم من فوق أرضها، إلى فعل حى من لحم ودم!.

والنداء كان أن تصبح المدينة عاصمة للثقافة والاقتصاد في إفريقيا، وكان إطلاقه في أثناء إحدى دورات منتدى الشباب التي انعقدت هناك!.

ومن بين عناوين «منتدى السلام» الذي أنهى أعماله قبل ساعات على نيلها الخالد، استوقفنى العنوان الذي يتحدث عن: إسكات البنادق في إفريقيا!.

والعنوان يحمل دعوة إلى داخل القارة الإفريقية التي ننتمى إليها، ويُطلق تحذيرًا خارجها في ذات الوقت.. فهو يحمل دعوة إلى أن تغادر القارة السمراء أيامًا مضت كانت فيها ميدانًا للقتال، إلى أيام حاضرة تصبح فيها طريقًا يصل بها إلى حياة أفضل!.. ثم يُطلق العنوان تحذيرًا إلى بلاد الغرب لعلها تنتبه إلى أن هذه القارة الغنية بكل شىء لم يعد من الممكن النظر إليها على أنها مجرد ساحة للاحتلال والاستغلال!.

وليس في إفريقيا دولة أقدر من غيرها على إثبات صدق دعوة المنتدى إلى إسكات البنادق إلا دولة رواندا!.. ومن حُسن الحظ أن رباطًا آخر قويًا يشدنا إليها بخلاف الرابطة الإفريقية التي تجمعنا معها.. هذا الرباط الآخر هو أنها واحدة من ١١ دولة يضمها معنا حوض نهر النيل!.

فمنذ ربع قرن تقريبًا، وبالتحديد في إبريل ١٩٩٤، شهدت رواندا مذابح روعت العالم، وكانت على يد أغلبية الهوتو في حق أقلية التوتسى، وقد راح ضحيتها ٨٠٠ ألف إنسان.. ولا يزال الذين تابعوا أنباءها المُفزعة في تلك الأيام يذكرون كيف أن الرعب الذي صاحب استمرار المذابح لأكثر من مائة يوم قد جعل بعضنا هنا يتصور أيامها أن ماء النهر الخالد يمكن أن يصل إلينا مُحملًا ببقايا الجثث الطافية!.

إن رواندا دولة من دول المنبع في أقصى الجنوب.. ونحن إحدى دولتى المصب في أقصى الشمال.. وهذا ما جعل كابوس الجثث العائمة يراود كثيرين بيننا وقت وقوع المذابح!.

ولكن بمعجزة من السماء، تجاوزت رواندا عذابات المذابح الدامية، واستطاعت أن تتغلب على أحزانها، وجاهدت في تجفيف دموعها، ونجحت في القفز فوق ذكرياتها المأساوية، وراحت تقيم نُصبًا تذكاريًا للضحايا الذين لم يكن لأحد منهم ذنب في شىء سوى أنه كان ينتمى إلى أقلية في البلد!.

وبمعجزة أخرى، صارت رواندا مضرب المثل في قارتها من حيث القدرة على تحقيق معدلات نمو تصل بمواطنيها إلى مستوى آدمى من الحياة في المستقبل!.. أسكتت رواندا بنادقها وانتصرت للحياة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسكات بنادق رواندا إسكات بنادق رواندا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon