توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوجه الآخر للقصة

  مصر اليوم -

الوجه الآخر للقصة

بقلم - سليمان جودة

القصة فى موضوع رفع سعر رغيف العيش، أو رفع سعر أى سلعة أو خدمة أخرى، ليست فى غضب الغالبية من المصريين الذين يمسهم الموضوع، أو سخطهم، أو عدم رضاهم عن الحكومة.. لا.. ليست هذه القصة بالنسبة لى على الأقل.

القصة لها وجه آخر أراه فى الإنهاك الذى يمكن أن يصيب هذه الغالبية بسبب رفع أسعار السلع والخدمات التى يحصلون عليها.. والإنهاك الذى أقصده ليس من النوع البدنى الذى هو أهون ما فى الموضوع، ولكنه الإنهاك النفسى والعصبى والمعنوى بالأساس.

هذا ما أتمنى لو ينتبه إليه كل الذين يعنيهم الأمر فى البلد، لأنه أمر يتصل بشكل مباشر بحاضر البلاد ومستقبلها معًا، ومتصل بمدى قدرة الحاضر والمستقبل معه على التماسك، ثم على الصمود أمام التحديات التى تواجه المحروسة.

وإذا شئنا تفاصيل أكثر فسوف أقول إننا نخطئ لو تصورنا أن مصر لم تذهب إلى حرب فى مرحلة ما بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣، فالحروب ليس من الضرورى أن تكون على الجبهات، ولا من اللازم أن تكون فى ميادين القتال، وإنما الحروب تظل مستمرة فى أوقات السلام ولكن بأدوات أخرى.. والعدو الذى يعجز عن إخضاع بلد على الجبهة وفى الميدان، يلتف لينقل المواجهة إلى ميادين مختلفة، لا تكون الحرب فيها بالسلاح بمعناه المادى والمباشر، ولكن بكل الأسلحة غير المادية وغير المباشرة.

ولهذا كله، فإننا فى حرب متصلة، وهى حرب غير مرئية بالعين المجردة، وجنودنا فيها ليسوا هم الجنود على الجبهة، ولكنهم كل مصرى فى مكانه، وأيًا كان موضعه أو محله فى مجتمعه.. هذه المعركة أو الحرب المتصلة ليست مع إسرائيل وحدها.. على الأقل لأن بيننا وبينها معاهدة سلام جرى توقيعها فى مارس ١٩٧٩.. ولكنها معركة أو حرب مع كل عدو ظاهر أو خفى يرى فى كل خطوة نقطعها للأمام خصمًا من رصيده هو.

هؤلاء الذين ينهكهم رفع الأسعار والخدمات، هُم جنود البلد فى مثل هذه المعركة المتصلة، ولنا أن نتصور ما يمكن أن تكون عليه النتيجة، إذا كان الجنود الذين هُم آحاد الناس فى الداخل، لا الجنود على الجبهة، بهذه الدرجة من الإنهاك والتعب.

كل مصرى يحمل جنسية هذا الوطن، هو جندى فى معركة بلاده من أجل مستقبلها، والحصيلة النهائية فى المعركة متوقفة على مدى قدرته على أن يخوض، وأن يقاوم، وأن ينتصر فى حياته هو.. فهل الإنسان المُنهك بفعل ضغط ضرورات الحياه عليه، يستطيع أن يخوض من مكانه مثل هذه المعركة، وإذا خاضها وهو على هذه الوضعية من الإنهاك، هل يستطيع أن ينتصر فيها؟.. هذا هو الوجه الآخر الذى أتمنى لو ينشغل به كل الذين يعنيهم الأمر، وأن يكونوا أمناء مع أنفسهم ومع بلدهم بالقدر الكافى فى النظر للموضوع.. فالمواطن المنهك لا يستطيع أن يشارك فى معركة التنمية والبناء، بل إنه يبقى عبئًا على الدولة لا عونًا لها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجه الآخر للقصة الوجه الآخر للقصة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon