توقيت القاهرة المحلي 02:20:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

3 نوافذ على السماء!

  مصر اليوم -

3 نوافذ على السماء

بقلم : سليمان جودة

فى حفل تأبينه، مساء أمس الأول، بكت السيدة بريجيت، حرم الدكتور على السمان، ولم تستطع إكمال كلمتها، وقالت وهى تغالب دموعها إنه لو كان بيننا اليوم، لكانت فى هذه اللحظة تشاركه الاحتفال بعيد ميلاده، كما كانت تفعل معه فى آخر كل سنة!.

وكان أصدقاء الرجل على موعد مع الحفل فى دير الآباء الدومينيكان فى العباسية، وعندما وقف المطران منير حنا يتكلم، قال إن احتشاد مثل هذا الدير الكاثوليكى، لتكريم رجل لم يكن كاثوليكياً ولا كان مسيحياً، إنما يشير إلى أن ذلك الرجل كان إنساناً قبل أن يكون مسلماً.. وبكل ما تعنيه كلمة إنسان!.

وفى ١٨ ديسمبر من العام الماضى، كانت بريجيت حاضرة فى حفل تأبين آخر فى باريس، التى قضى فيها زوجها الجزء الأكبر من حياته، وكان الحفل فى واحد من الأندية الشهيرة التى تضم فى عضويتها نجوم المجتمع الباريسى.. ساسة ومثقفين ورجال دولة.. وكان الدكتور بطرس غالى يتمتع بعضويته مع الدكتور السمان، وكان سفيرنا إيهاب بدوى حاضراً ومشاركاً، على نحو ما يحضر ويشارك فى كل مناسبة باريسية يراها سوف تضيف جديداً إلى رصيد بلاده!.

ولا أزال أذكر أنى فى فترة من الفترات كنت دائم التردد على دير العباسية، فلقد كان الأب جورج قنواتى يديره ويقيم فيه ويعمل، وكنت أحمل له تقديراً من نوع خاص، وكنت أجده قديساً فى صورة إنسان، وكان يحتفل بكل قيمة إيجابية فى الحياة!.

وقد بدأ حفل تأبين، أمس الأول، وكأنه يرغب فى تذكيرنا بأن قضية الحوار بين الأديان، التى أمضى الدكتور السمان سنوات طويلة من مسيرته يؤسس لها، إنما هى قضية تستحق أن نواصل العمل بعده من أجلها.. لقد جاء عليه وقت كان فيه على رأس الاتحاد الدولى لحوار الأديان والثقافات وتعليم السلام.. وكان يقينه أن الحوار واجب دينى، وقد عاش يتمنى لو استطاع نقل الإيمان بالقضية وبجدواها، من دوائر النخبة إلى القواعد العريضة للجماهير!.

وقد روى الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، أن أحد مستشارى شيخ الأزهر السابق كان يخوفه من مسألة الحوار بين الأديان، وأنه- أى الدكتور زقزوق- لما عرف ذلك صارح الشيخ السابق فقال: لا تنس يا مولانا أن النبى محمد عليه الصلاة والسلام، كان أول الذين دعوا عملياً إلى هذه المسألة، عندما حاور نصارى نجران فى مسجده فى المدينة المنورة!.

وعندما نشر الدكتور السمان كتابه الذى يحمل عنوان «ثلاث نوافذ تطل على السماء» كان هذا هو آخر كتاب ينشره فى دار نهضة مصر.. وكأن الكتاب كان وصيته قبل مغادرة الحياة، ثم كأن المؤلف أراد أن يقول إن الديانات الإبراهيمية الثلاث تؤدى كلها إلى خالق السماء، وتدعونا إلى أن نلتقى ونتقى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

3 نوافذ على السماء 3 نوافذ على السماء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon