سليمان جودة
لا أستطيع أن أخفى إعجابى بأداء الرئيس كيم الحفيد فى كوريا الشمالية، سواء وهو يلاحق الفساد والإهمال فى داخل بلده، أو وهو يخاطب العالم من حوله فى الخارج!
فقبل عدة أيام، فاجأ دول العالم الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بتجربة نووية خامسة، لم يستطع معها مجلس الأمن، بجلالة قدره، إلا أن يدعو إلى اجتماع عاجل لمندوبى الدول الأعضاء فيه، بدعوة من واشنطن، ليدين ويشجب!.. وقد دان المجلس، وشجب، وبقيت التجربة الخامسة حقيقة ماثلة أمامه، وأمام أعضائه!
وعندما هدد أوباما بفرض المزيد من العقوبات على الكوريين الشماليين، رد الرئيس الحفيد بأن تهديدات الرئيس الأمريكى مثيرة للضحك، وأنه، أى أوباما، كمن يحاول إخفاء الشمس بكف يده!
وفى كل تجربة من التجارب الأربع السابقة، كانوا فى كوريا الشمالية يقولون، إنهم قد أصبحوا قادرين على إصابة الولايات المتحدة فى مقتل.. ولم يكن الأمريكان قادرين على فعل شىء سوى الدعوة إلى فرض عقوبات إضافية، أو دعوة مجلس الأمن للانعقاد، ليدين ويشجب.
وقبل أيام، كان كيم الحفيد، قد أعدم.. نعم أعدم.. واحداً من المسؤولين لأنه جلس فى لقاء عام بشكل غير لائق! وقبلها، كان قد أعدم وزيراً لأنه غفا فى أثناء وجود الرئيس فى مناسبة عامة!
وفى العام الماضى، أعدم وزيراً آخر، ولم يكن الخبر يومها هو إعدام الرجل.. فما أكثر المسؤولين الذين يجرى إعدامهم، أو الذين يستحقون الإعدام، بامتداد العالم.. ولكن كان الخبر فى إعدام الوزير بطلقات مدفع مضاد للطائرات!
طبعاً.. قد يبدو الأمر هزلياً فى جانب منه، ولكنه فى الجانب الآخر، يعكس حزماً فى مواجهة العجز، والتقصير، والخمول، والكسل، والتراخى!.. وكلها أمراض تحاصرنا من الاتجاهات الأربعة فى كل ركن من أركان البلد!
ولا تعرف من أين يستمد الرئيس الحفيد قدراته المادية لإجراء تجربة نووية أولى، وثانية، وثالثة، ورابعة، وخامسة.. فالعقوبات الدولية عليه لا تتوقف ويبدو أنها تقوى مناعته، وهو فى المقابل لا يتوقف عن الاستهزاء بها، ولا عن وصفها بما يجب أن توصف به، ولا عن وضعها تحت قدميه!
العالم لا يحترم إلا أمثال كيم الحفيد!