توقيت القاهرة المحلي 04:39:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذه الألف جنيه

  مصر اليوم -

هذه الألف جنيه

بقلم - سليمان جودة

جربنا كل شىء لضبط الزيادات غير الطبيعية فى عدد السكان، من أول الحملات الإعلامية، إلى الفتاوى والخطب الدينية، إلى قوافل التوعية فى القرى والأقاليم.. ولكن النتيجة لم تكن عند مستوى الطموح، ولا حتى حققت بعض ما كنا نسعى إليه.. وقد جاء الدور على الحوافز المادية، فتقرر منح مكافأة قيمتها ألف جنيه سنويًّا لكل سيدة تكتفى بإنجاب طفلين، ولا تزيد عليهما.

وربما يكون هذا الحل متأثرًا بما يتبناه الرئيس الروسى بوتين، الذى أعلن فى أغسطس ٢٠٢٢، منح مليون روبل لكل أسرة تنجب عشرة أطفال.. فالمشكلة فى موسكو على العكس منها تمامًا فى القاهرة لأنهم هناك يواجهون نقصًا فى عدد السكان، وتراجعًا فى معدل المواليد، ولكننا نواجه النقيض هنا على طول الخط.

ولا توجد معلومات كثيرة عن منحة الألف جنيه لأن كل ما هو متاح عنها أن السيدة التى تستحقها ستحصل عليها عند بلوغها سن ٤٥ سنة، وأن ذلك سيكون بأثر رجعى من تاريخ بلوغها ٢١ سنة، وأنها إذا التزمت طوال هذه السنين بعدم إنجاب أكثر من طفلين فستجد المبلغ بفوائده بين يديها.

والسؤال هو: هل الألف جنيه سنويًّا ستكون مغرية بالفعل للسيدات؟.. وسؤال آخر: هل صرف المبلغ على بعضه فى سن ٤٥ يمكن أن يكون مغريًا هو الآخر بما يكفى؟.. وسؤال ثالث: هل تحصل عليه السيدة إذا كانت مقتدرة ولم تنجب أكثر من طفلين، أم أن الموضوع يخص فئة محددة من السيدات؟.. وأسئلة كثيرة أخرى تحتاج إلى أن تكون هذه الفكرة الجديدة أكثر تفصيلًا.

وإذا كانت الحكومة قد فكرت بهذه الطريقة الجديدة للتعامل مع قضية السكان، فلابد من ضمان نتيجتها مسبقًا، وأن تذهب إلى هدفها من أقصر الطرق، وألا نكرر بها ما سبق أن جربناه، ثم لم يتحقق من ورائه ما كنا نتمنى لو حققناه.

موضوع الإنجاب بشكله الحالى عندنا هو تعبير عن أشياء كثيرة متوارثة، وهو «ثقافة» سادت بين الناس ولا تزال تسود، وليس أصعب من تغيير الثقافات التى تتوارثها الأجيال، ولذلك، فالأمر فى حاجة إلى شيئين: نَفَس طويل، ثم حلول عملية تتوجه إلى جذور الموضوع.

هذا الحافز المادى يمكن أن يكون بداية، والبناء عليه ضرورة، ومناقشته مع أهل الشأن واجبة، ومراجعته عند اللزوم مسألة مهمة لأن الألف جنيه ليست هى الهدف فى حد ذاتها، وإنما الهدف هو تحقيق اختراق فى هذه القضية التى تسلمها كل حكومة إلى التى بعدها كما هى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه الألف جنيه هذه الألف جنيه



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon