بقلم - سليمان جودة
أضافت قمة الحكومات العالمية، التي أنهت أعمالها في دبى أمس الأول، وزيرًا خامسًا إلى قائمتها التي تضم أربعة وزراء نالوا جائزة أحسن وزير في دورات سابقة لها!.
والشىء اللافت أنه لم يصل وزير عربى إلى القائمة بعد، والأمل أن يصل وزراء عرب في مرات قادمة، ولو أنهم تأملوا مبررات الفوز في هذه السنة على الأقل، فالغالب أن تكون الجائزة في المرة القادمة من نصيب وزير عربى!.. ولا يعنى عدم فوز وزير عربى أن القمة تتحامل على الوزراء العرب، ولا أنها تنحاز إلى الوزراء الآخرين، ولكن يعنى أن لها ضوابط محددة تطبقها معصوبة العينين!.
في المرات السابقة كان الوزراء الفائزون من أستراليا وإندونيسيا والسنغال وأفغانستان.. وفى هذه المرة كانت وزيرة الاقتصاد والمالية في أوروجواى هي صاحبة النصيب!.
وإذا كانت أوروجواى تبدو على الخريطة في أبعد نقطة على الأرض بالنسبة لنا هنا في المنطقة، فإن هذا لم يمنع أن تذهب الجائزة إليها هناك حيث موقعها على الشاطئ الشرقى للمحيط الأطلنطى في أمريكا الجنوبية، وكان السبب أن وزيرة اقتصادها، أزوسينا أربليتشى، قدمت لمواطنيها ما يلفت النظر ويستوقف الانتباه!.
فماذا قدمت هذه الوزيرة لتستحق لقب أحسن وزيرة في العالم؟!.. لقد نجحت في رفع الصادرات إلى أعلى مستوى لها في تاريخ البلاد!.. وعندما صعدت فوق المنصة في دبى لتتسلم جائزتها، فإنها بدَت سعيدة بما حققته في ملف صادرات أوروجواى بقدر سعادتها بالجائزة نفسها.. ومن ورائها وهى واقفة على المنصة كانت الشاشة تعرض مبررات الفوز، وكان هناك سبب آخر هو أنها نجحت في إتاحة أكبر عدد ممكن من فرص العمل للمواطنين، رغم أنها تسلمت مسؤوليتها في الوزارة قبل ظهور كورونا في بلدها بأيام!.
كان المنحنى العام للتوظيف في العالم ينخفض تحت ضغط أجواء الڤيروس، ولكن «أزوسينا» كانت تصعد به في بلدها، وكانت فرص العمل المتاحة تتراجع بفعل كورونا، ولكن هذه الوزيرة كانت تتيح المزيد منها.. وكان لابد أن تذهب إليها الجائزة، فهذا اختيار صادف أهله كما نقول نحن هنا!.
لا يقوم اقتصاد متماسك في عالمنا إلا على صادرات أكثر، وفرص عمل أعلى، وهذا بالضبط ما كانت هذه الوزيرة تعمل عليه منذ تسلمت عملها، ولو أن نظراءها العرب أخذوا عنها ما كانت ولا تزال تقدمه، لما بقى بيننا عاطل يبحث عن عمل!.