توقيت القاهرة المحلي 06:24:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزهر لا سواه لها

  مصر اليوم -

الأزهر لا سواه لها

بقلم : سليمان جودة

 

يرحم الله الدكتور على السمان الذى عاش سنواته الأخيرة لا يدعو إلى شىء إلا إلى الحوار بين الأديان. كان يفعل ذلك عن يقين فى قوة الفكرة التى يدعو إليها، وكان يؤمن بأن ما بين الأديان من القواسم المشتركة أكثر مما بينها من الاختلافات، وكان إيمانه بالفكرة يجعله يحملها معه إلى كل عاصمة يحل بها.

ورغم أن دعوات الانقسام بين الناس على أساس دينى تملأ منطقتنا التعيسة طول الوقت، إلا أن العين المجردة تستطيع أن تلاحظ زيادة فى هذه الدعوات فى مرحلة ما بعد سقوط نظام حكم بشار الأسد فى دمشق.

وكان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قد دعا قبل فترة إلى مؤتمر حوار يجمع الشيعة والسنة على مائدة واحدة، وأظن أنه لا جهة فى المنطقة تستطيع أن تقود مثل هذا الحوار أكثر من الأزهر كمؤسسة لها تاريخ يزيد على الألف سنة.. فإذا كان الرجل الجالس على رأسها هو الدكتور الطيب، فلا بد أن الدور المنتظر من المؤسسة فى هذه القضية بالذات يصبح مضروبًا فى اثنين.

إننى أعتقد أن الخلاف الذى تنفخ فيه إيران بين السُنة والشيعة أساسه سياسى وليس دينيًا، لأن القصة لدى حكومة المرشد على خامنئى فى طهران هى بين الفُرس أو الإيرانيين وبين العرب، لا بين مسلمين شيعة هناك على الشاطئ الشرقى من الخليج العربى، ومسلمين سُنة هنا على الشاطئ الغربى من الخليج.. وبالطبع فإن أطرافًا أخرى تشارك حكومة المرشد ما تفعله.

الخلاف أساسه سياسى لا دينى، لأنى لا أتصور خلافًا بين سُنى وشيعى بينما ربهما واحد، ورسولهما واحد، وكتابهما المقدس واحد.. فإذا كانت هذه الروابط الثلاثة قائمة بينهما فما هو إذنْ وجه الخلاف؟.

ومع ذلك، فإن هذه النعرات التى بدأت تطل برأسها فى سوريا تدعو الإمام الأكبر إلى أن يكثف من حركة الأزهر فى هذا الاتجاه.. فلا يكاد يوم يمر إلا ونتابع فيه بوادر خلاف بين مكونات المجتمع السورى مع أنها مكونات مسلمة فى الغالبية منها سواء كان المكون سنيًا، أو علويًا، أو كرديًا.. فجميع هؤلاء مسلمون، وجميعهم ربهم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد.. فما هو يارب وجه الخلاف؟.. ولا خلاف بالطبع على أن المسيحيين فى سوريا جزء أصيل من الوطن، وما بينهم وبين بقية مكونات المجتمع فى أرض الشام من عوامل اللقاء والالتقاء أكثر مما سوى ذلك بكثير جدًا.. وما يقال عن سوريا يقال عن بقية الدول فى أرجاء المنطقة مع اختلاف المكونات فى كل دولة بالتأكيد.

لا شىء يأكل طاقات المنطقة بقدر ما تأكلها خلافات الأديان ومذاهبها، ولا ملف ينتظر جهد الأزهر بقدر ما ينتظره هذا الملف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزهر لا سواه لها الأزهر لا سواه لها



GMT 04:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 04:30 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 04:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 04:24 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 04:22 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 04:19 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

عن الحيادِ والموضوعيةِ والأوطان

GMT 04:16 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أين يُباع الأمل؟

GMT 04:11 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

الجميع مستعد للحوار

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon