بقلم: سليمان جودة
تأملت الصورة المنشورة فى الصفحة الأولى من «المصرى اليوم» لوزير الخارجية سامح شكرى، مستقبلاً محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، وزير الخارجية القطرى، على هامش اجتماعات جامعة الدول العربية، التى جددت تكليف أمينها العام أحمد أبوالغيط خمس سنوات!.
كان الوزيران يتطلعان إلى الكاميرا، ولكن المتأمل فى ملامحهما يكتشف غياب الابتسامة تماماً عن وجه شكرى.. أقصد الابتسامة التى تحضر فى العادة أمام أى كاميرا!.. وكذلك كانت ملامح الوزير القطرى جادة بما يكفى، وكان وجهه يخلو من أى أثر لأى ابتسامة!.. وتساءلت بينى وبين نفسى عن السبب؟!.. فالوزيران يلتقيان للمرة الأولى منذ توقيع بيان العلا فى السعودية ٥ يناير الماضى، ومن بعدها عادت العلاقات الدبلوماسية كاملةً بين البلدين على مستوى السفير!.. ولأن الوزيرين دبلوماسيان فى الأصل، فكل حركة من أيهما لها معناها!.
كانت صحيفة السياسة الكويتية قد نقلت عن الوزير آل ثانى قبلها بساعات، أن بلاده تسعى إلى عودة العلاقات المصرية القطرية لدفئها، وأن قطر تريدها علاقات طيبة ومتينة!.. وقد وضعت الصحيفة هذا الخبر تحت عنوان: نبأ عاجل!.
من ناحيتى، أستطيع تخمين السبب فيما يخص وزير خارجيتنا، وأستطيع أن أقول إن سبب غياب ابتسامته العادية يرجع إلى أن القاهرة لا تزال تنتظر أن تتحول المعانى التى نقلتها السياسة الكويتية عن الوزير عبد الرحمن من كلام جميل إلى فعل، سوف يكون أجمل بالضرورة!.
وعندما أشرت إلى بيان العلا فى هذا المكان وقت التوقيع عليه، قلت إن العلاقات العائدة بعد انقطاع دام سنوات، لم ترجع هكذا فجأة، وإن اتصالات ولقاءات وتقييمات لا بد أن تكون قد سبقت العودة التى كانت مفاجئة للناس، ولم تكن بالتأكيد مفاجئة لمستويات صناعة القرار فى البلدين!.
والغالب أن الفترة الممتدة من ٥ يناير إلى اليوم، كانت فترة اختبار من جانب القاهرة تجاه الدوحة.. فترة تريد الحكومة المصرية خلالها أن ترى ما تعهدت به قطر فى مدينة العلا السعودية، وقد وجد صداه على الأرض متقدماً نحو الدفء والمتانة فى العلاقات بالفعل!.
لا تزال قطر مدعوة الى أن تعتدل لغتها الإعلامية مع مصر، وألا تصنع من الحبة قبة كما ظلت تفعل لسنوات، وإذا اعتدلت هذه اللغة فسوف ينتقل الاعتدال منها إلى ما سواها من السياسات!.