توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شماعة طارق عامر

  مصر اليوم -

شماعة طارق عامر

سليمان جودة

سمعت، على عدة مستويات، فى الدولة، نقداً حاداً لأداء طارق عامر، لأن سياساته فى نظر أصحاب النقد هى التى أدت إلى أن ينتهى حال الجنيه إلى ما انتهى إليه!

ولابد أن عامر مسؤول عن جزء من الموضوع، منذ أن استقر على رأس البنك المركزى فى نوفمبر الماضى، ولكنه بالقطع ليس مسؤولاً عن الموضوع كله.. لأن سياساته فى إدارة ما عنده من دولارات تسبقها بالضرورة سياسات للحكومة، هى وحدها المسؤولة عن مجىء الدولار من أصله.. أو عدم مجيئه، ليديره محافظ البنك عندئذ أو لا يديره!

وإذا كانت الدولة تراقب شركات الصرافة وتطاردها هذه الأيام، من شارع لشارع.. فإن هذا ليس حلاً بالمرة، لأنه لو كان حلاً لكان السعر قد ثبت فى مكانه على الأقل.. هذا إذا بدا تراجعه طموحاً بعيداً!

وإذا تصورنا أن قرض الصندوق، الذى يهللون له ويرقصون، سوف يكون حلاً، فنحن واهمون، قد يكون حلاً غداً.. أو بعد غدٍ.. ولكنه ليس كذلك على المدى الطويل.. وإلا.. فإننا سنجد أنفسنا، بعد فترة، فى المربع نفسه الذى نقف فيه اليوم مع حساب فارق الحال، ساعتها، طبعاً، لأن غيرنا يتحرك بل يجرى، بينما نحن فى أماكننا نمارس عبثاً على أكثر من مستوى.

وإذا أرادت الدولة حلاً لموضوع الدولار والجنيه فليس أمامها سوى أن تذهب إلى الحل حيث هو، ومن عند جذوره!

والذهاب إلى جذور الحل يقول إن دعم الإنسان المنتج على أرض البلد هو الطريق، ولا طريق غيره!

وسوف أضرب مثلاً أوضح من الشمس، ففى 13 يوليو الماضى قرر مجلس الوزراء تخصيص 8 مليارات جنيه لهيئة السلع التموينية، من أجل توفير السلع الأساسية.. وليس لهذا معنى سوى أنك تدعم المستهلك لا المنتج.. وبكم؟! بـ8 آلاف مليون جنيه، فكأنك ألقيت المبلغ كله فى قاع بئر!

بعد تخصيص هذا المبلغ بيومين، كان نائب البرلمان محمد هانى الحناوى يطلب من الحكومة تخصيص 4 مليارات جنيه لإسقاط ديون 164 ألف مزارع متعثر.

والمعنى أنك إذا كنت كدولة قد دعمت المستهلك بـ8 مليارات جنيه، لم تدعم الفلاح المنتج المتعثر بجنيه واحد منها.. فمن أين سوف يأتيك الدولار؟! إننى أفهم أن تخصيص نصف مبلغ السلع التموينية للمزارعين المتعثرين كان معناه دعم 164 ألف منتج مرة واحدة، بدلاً من دعم الاستهلاك والمستهلكين وحدهم!

دعم الفلاح المنتج وغيره من المنتجين فى البلد معناه إنتاج سلعة للتصدير فيأتى من ورائها الدولار، أو إنتاج سلعة سنستوردها فيتوفر بوقف استيرادها الدولار، ولا شىء آخر.. والذين ينتقدون عامر أو يطاردون شركات الصرافة يبحثون عن شماعة.. لا أكثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شماعة طارق عامر شماعة طارق عامر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon