توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا يهمه الأمر!

  مصر اليوم -

لا يهمه الأمر

سليمان جودة

فى عام ١٩٨٩، أقال مبارك وزير داخليته زكى بدر بعد أن نشرت الصحف تفريغاً للشريط الفضائحى الذى جرى تسجيله للوزير فى بنها!

بعدها خرج مبارك يتحدث فى مناسبة عامة، وسألوه عن سبب إقالة بدر، فقال ما معناه إنه أقاله لأسباب ليس من بينها الشريط الفضائحى، ولا الحملة التى قامت على الوزير بعد نشر تفريغ الشريط!

وكتب الدكتور سعدالدين إبراهيم مقالاً قال فيه إنه ينصح الذين يريدون إقالة أى وزير بأن يمتدحوه بدلاً من أن ينتقدوه، مادام الرئيس لا يقيل وزراءه بسبب أى نقد لهم أو لأدائهم فى الوزارة!

وكان قد شاع عن الرئيس الأسبق أنه يتمسك بأى مسؤول يتعرض لهجوم فى الإعلام، وأنه يمارس ذلك بدرجة غير مسبوقة من العناد!

ولو أنت سألتنى عن المناسبة التى تدعونى إلى استدعاء هذه القصة، التى مضى عليها ٢٧ عاماً، فسأقول إن المناسبة هى المقال الذى كتبه الدكتور سليمان عبدالمنعم، فى الأهرام، السبت الماضى، تحت عنوان: إلى من يهمه الأمر!!

المقال كان يتحدث عن أن دولة عربية أعلنت أنها لن تعترف لطلابها بدرجات الماجستير والدكتوراه التى يحصلون عليها من الجامعات المصرية، وأن هناك عدة دول تنصح الدولة نفسها طلاب العلم فيها بألا يسجلوا فيها للحصول على الدرجات العلمية، ومن بين هذه الدول: مصر!

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكنه تجاوزه إلى حد أن دولة عربية أخرى نصحت طلابها أيضاً بألا يذهبوا إلى القاهرة للحصول على درجات الماجستير أو الدكتوراه فى تخصصات علمية محددة!

روى الدكتور عبدالمنعم هذا كله، ثم توجه به، وبغيره مما يضمه المقال من معلومات أخرى مؤلمة، إلى الذين قد يهمهم الأمر، أو يعنيهم، فى البلد، لعل كل واحد منهم يتحرك بدافع من الإحساس بالمسؤولية، تجاه سمعة البلد، وسمعة التعليم فى البلد.. وإلا.. فهل يستحق أى مسؤول يعنيه الأمر المنصب الذی يشغله إذا لم تأكل الغيرة قلبه، حين يقال ذلك على التعليم فى بلده؟!

لقد مضى على نشر المقال أسبوع تقريباً، ومن الواضح أن صاحب المقال كان حسن الظن جداً بمسؤولين كثيرين فى البلد، إذ لم تتحرك شعرة فى رأس أى واحد منهم، وكأن الكلمات الموجعة التى نشرها الرجل فى الأهرام كانت تصف حال التعليم فى بلد آخر!

هل يدرك أهل الشأن فى البلد عواقب أن يتجاوز الغش مراحل العملية التعليمية فى المدارس والجامعات، ليصل إلى الغش فى البحث العلمى ذاته؟!.. وإذا كانوا قد أدركوا فماذا فعلوا بحكم مواقعهم التى ائتمنهم الناس عليها، لا بحكم أى شىء آخر؟!

إذا كان لى أن أنصح الدكتور عبدالمنعم، والذين يحزنهم وضع التعليم فى بلدنا، بشىء محدد، على غرار واقعة زكى بدر، فهذا الشىء هو أن يمتدحوا حال التعليم عندنا، وأن يقولوا ابتداء من اليوم إنه فى أحسن حال، وأن يتوجهوا بحديثهم إلى الذين لا يهمهم الأمر.. فالذين يهمهم الأمر، بحكم مواقعهم، لا يزعجهم شىء فى تعليمنا.. أى شىء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يهمه الأمر لا يهمه الأمر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon