توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طارئ فاروق حسني

  مصر اليوم -

طارئ فاروق حسني

بقلم - سليمان جودة

غاب الفنان فاروق حسنى عن حفل توزيع جوائزه للثقافة والفنون، وقيل فى الإعلام الذى نقل الخبر إن الغياب كان لظروف طارئة.. ولم يشأ الفنان الكبير أن يغيب عن الحفل كليا، وكان تقديره أن ظروفه الطارئة إذا كانت ستجعله يغيب بجسده، فليس أقل من كلمة يرسلها مسجلة لتذاع على الحاضرين.. وهذا ما كان.

ويعرف الذين تابعوا تفاصيل الحفل أن الظروف التى مرّ بها كانت تدعو إلى تأجيل الاحتفال بعض الوقت، لولا أن فاروق حسنى رفض التأجيل، وتمسك بأن يتم توزيع الجوائز على الفائزين فى موعدها المحدد سلفا، وفى المقدمة منهم الكاتبة الأستاذة سناء البيسى، التى رأت إدارة الجوائز أن تكرمها فمنحتها جائزة شخصية العام.

ولم تكن الظروف الطارئة التى مر بها صاحب جوائز الفنون والثقافة إلا وعكة صحية أصابته فأقعدته عن الحضور، لكنه لأسباب رآها قرر أن يحتفظ بخبر مرضه ولا يذيعه، رغم أنه قضى فى مرحلة العلاج ما يزيد على الشهر، ورغم أنه أمضى بعض الشهر يتلقى الدواء فى بيته، وبعضه الآخر فى المستشفى تحت الرعاية المركزة مرة، وخارج الرعاية المركزة مرة.. ولايزال.

لقد تعامل مع المرض على أنه أمر خاص يتعلق به ولا يخص سواه، وهذا صحيح فى جانب منه، لكن الجانب الآخر أن مرض فنان مثل فاروق حسنى يهم كل الذين يعنيهم شأن الثقافة أو الفنون فى البلد، لأنه لم يكن وزيرا عاديا عندما شغل موقع الوزارة الأهم فى المحروسة، لكنه كان وزيرا استثنائيا فى أدائه.. وكذلك كان فى رؤيته التى حكمت الأداء طوال وجوده على رأس وزارة الثقافة.

وإذا كنت قد وصفت وزارة الثقافة بأنها الأهم فى المحروسة، فليس فى ذلك مبالغة فى شىء، ولا فى ذلك بالطبع تقليل من شأن بقية الوزارات فى الحكومة.

أما لماذا هى كذلك، فلأن زعيما كبيرا فى حجم شارل ديجول كان يراها كذلك، وكان إذا دعا الحكومة إلى اجتماع فى باريس برئاسته، أجلس أندريه مارلو، وزير الثقافة، إلى يمينه مباشرةً، وكان رجال البروتوكول إذا لفتوا انتباهه إلى الترتيب الذى يختاره لجلوس الوزراء فى الاجتماع، رد فقال إنه لا خطأ فى الترتيب، وإن هذا الترتيب هو الترتيب الصحيح لوزير الثقافة.. وكان يفاجئهم أكثر فيضيف أن الأصح أن يجلس هو على يمين وزير الثقافة.

وكان يرى أن وزارة الثقافة وزارة سيادية بامتياز، وهو فى مذكراته المنشورة لا يصف هذه الوزارة إلا بهذه الصفة.. كان يقول ذلك عن قصد وإدراك سليم، وإلا، فما هى الصفة الأنسب لوزارة مهمتها تشكيل وجدان وعقول الناس؟.

ولو أنت راجعت أداء فاروق حسنى طوال سنواته فى الوزارة، فسوف تكتشف أن هذا المعنى الديجولى كان حاضرا فى ذهنه على الدوام، وأنه كان يمارس مهمته وزيرا وهو عارف أنه مسؤول عن وزارة سيادة بالمعنى الذى كان ديحول يفهمه، ولهذا، فإن مرضه شأن عام لابد أن نهتم به، وليس أبدا من قبيل الشأن الخاص.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طارئ فاروق حسني طارئ فاروق حسني



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon