توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حالة مغربية فرنسية

  مصر اليوم -

حالة مغربية فرنسية

بقلم - سليمان جودة

عرضت فرنسا على المغرب تقديم مساعدات للتخفيف من وطأة زلزال مراكش، ولكن الحكومة المغربية ردت برفض قبول المساعدات الفرنسية، ومن بعدها دار جدل كثير حول العلاقات بين البلدين، فلم يملك الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلا أن يقول إن هذا الجدل لا بد أن يتوقف.

وليس سرًّا أن علاقة باريس مع الرباط على غير ما يُرام منذ فترة، وقد وصلت في توترها إلى حد أن فرنسا جاء عليها وقت أوقفت فيه منح تأشيرات دخول للمغربيين.. ولم يكن الطرف المغربى مسؤولًا عن التوتر في الحقيقة، ولكن المسؤولية كانت واقعة على الطرف الفرنسى، الذي لا يعرف إلى الآن كيف يفرق بين وقت سابق كانت فيه بلاد إفريقية من بين مستعمراته، وبين وقت حاضر صارت فيه هذه البلاد دولًا مستقلة ذات سيادة.

ولا توجد حالة تشير إلى هذا الوضع على أوضح ما يكون إلا الحالة التي لا تزال قائمة بين فرنسا والنيجر منذ أن شهدت الأخيرة انقلابًا عسكريًّا في ٢٦ يوليو الماضى.

فالتوتر بينهما وصل إلى حد أن السلطة النيجرية الجديدة أعلنت أن السفير الفرنسى في النيجر «شخص غير مرغوب فيه»، وأن عليه حسب الأعراف الدبلوماسية الحاكمة في مثل هذه الحالة أن يغادر البلاد في موعد حددته هي، وقد جاء الموعد وانقضى مداه دون أن يغادر السفير لأن فرنسا رفضت وتمسكت بإبقائه في السفارة.

وكان رد الحكومة في العاصمة النيجرية نيامى أنها جردت السفير من حصانته الدبلوماسية، وكلفت الشرطة بترحيله خارج البلاد!.. ولم تكن النيجر حالة وحيدة في هذا الملف، ولكنها تظل الحالة الصارخة، وإلى جوارها تقف حالات إفريقية أخرى، منها مالى، على سبيل المثال.

والحالات الثلاث، من مالى إلى النيجر إلى المغرب، تدل على أن هناك مشكلة في التصور الفرنسى للعلاقة مع عواصم القارة السمراء، ثم تدل على أن فرنسا مدعوة إلى مراجعة هذا التصور حتى لا تتفاقم مشكلاتها مع دول القارة.

وعندما يرفض المغرب المساعدات الفرنسية، رغم المحنة التي يمر بها الذين ضربهم الزلزال في مراكش، ورغم شدة الحاجة إلى المساعدات، فليس لهذا من معنى سوى أن فرنسا تمارس في علاقاتها مع دول القارة من السياسات ما لا يمكن قبوله ولا تمريره، وأنها لا تريد أن ترى ماذا عليها أن تفعل.

الواقع يقول إن فرنسا لا سبيل أمامها سوى أن تعود عن سياسات لا يقبلها الأفارقة، ولا شىء ينطق بضرورة ذلك أكثر من علاقاتها الحاضرة مع هذه الدول الثلاث المشار إليها، وليست الدول الثلاث إلا مثالًا حيًّا من بين أمثلة في أنحاء القارة السمراء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة مغربية فرنسية حالة مغربية فرنسية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon