توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوديب فى الطائرة

  مصر اليوم -

أوديب فى الطائرة

بقلم - سليمان جودة

أصدر الكاتب الكبير محمد سلماوى روايته الجديدة «أوديب فى الطائرة» عن دار الكرمة، فكانت خامس عمل يصدر له عن الدار.. فمن قبل أصدرت الكرمة سيرته الذاتية فى جزءين، ثم روايتين مترجمتين عن الفرنسية إحداهما «الأمير الصغير»، والأخرى: مسيو إبراهيم وزهور القرآن.

ويعرف قراء الأدب أن أوديب أسطورة يونانية عاشت تلهم الكثير من الأدباء حول العالم بالكثير من الأفكار، وأن أول من استلهمها كان سوفوكليس، أشهر الذين كتبوا المسرح فى اليونان القديمة، وقد ألهمته الأسطورة مسرحيته الشهيرة: أوديب ملكا.

والأسطورة تقول إن أوديب هو ابن لايوس وإن أمه هى جوكاستا، وإن الآلهة تنبأت بأن الابن سيقتل أباه الذى أمر الأم بأن تتخلص منه، وأن قلبها لم يطاوعها فأعطتها لمن أخذه ووضعه فوق الجبل، وهناك عثر عليه رجل كان يرعى الأغنام فتولاه حتى كبر وصار رجلا.

يعود أوديب ذات يوم إلى مدينته طيبة، ويصادف على مدخلها رجلا مع بعض الحرس، فيتقاتلان حتى يقتله أوديب، ويعرف فيما بعد أن الرجل المقتول لم يكن سوى لايوس، وأن النبوءة التى جاءت من الآلهة تحققت تماما.

يأخذ الأستاذ محمد سلماوى هذه الأسطورة، ثم يوظفها فى روايته الجديدة، ويجعل أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ هى الخلفية التى تدور فى إطارها وقائع الرواية فصلا بعد فصل.. ويمزج الكاتب الكبير بين الأسطورة هناك فى أرض اليونان قبل ميلاد المسيح، عليه السلام، بخمسة قرون، وبين الواقع هنا فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين.

وعلى مدى فصول الرواية سوف ترى أن الكاتب برع فى تضفير العلاقة بين الأسطورة التى نسمع عنها ونقرأ تفاصيلها، وبين الواقع الذى عشناه فى بدايات العقد الثانى من هذا القرن، وهو يفعل ذلك بطريقة ماهرة، حتى تحتفظ الرواية برمزيتها مرة، وحتى لا تسقط فى المباشرة التى هى عدو لكل فن من فنون الأدب مرةً ثانية.

تبدأ الرواية بأوديب وهو جالس فى طائرة نقلته من بيته إلى السجن، وعلى طريقة الفلاش باك تمضى الفصول من بعد هذه البداية إلى أن نجد أنفسنا أمام المشهد نفسه فى الختام، ويظل أوديب يساوم فى النزول، فضلا عن الذهاب إلى السجن عقابا له على ما كان منه فى حق شعب طيبة.. ولكن.. ما إن يستجيب وينزل حتى يفارق الحياة.. وهذه إشارة إلى أن السلطة تتحول، فى الكثير من الأحيان، إلى حياة فى حد ذاتها، وبالمعنى البيولوجى لكلمة الحياة، وأن صاحب السلطة من هذا النوع يلتصق بها فلا يفارقها إلا ليفارق الحياة معها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوديب فى الطائرة أوديب فى الطائرة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon